امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
نــارا تركهــا صاحبهــا وغــادر منــذ زمــن،يجــب أن
تعلــم عزيــزي القــارئ أنــه إذا قــام أحــد اللصــوص
بمحاولــة لســرقة بيتــك فانــك مــن ســيقوم بإصــاح
هــذا المنــزل،إمــا انتظــارك للــص إلصــاح مــا أتلفــه
فهــذا أمــر غيــر مجــد بــأي حــال مــن األحــوال،
كذلــك أي فعــل ســيئ أو مــؤذ لــن يقــوم صاحبــه
أحدهــم بداخلــك وتتعلــم الــدرس مــن ذلــك،عندمــا
أتحــدث عــن فــن التســامح فأنــا اقصــد ذلــك النــوع
مــن القــوة التــي تجعلــك تفــوض كامل أمــرك هلل،وال
تشــغل بالــك بمصيــر المخطــئ بحقــك،وال تتنــازل
عــن حقوقــك المعلقــة،ســامح واحصــل علــى حقــك
فــن اإلعتــذار يهمــل العديــد هــذا الجانــب متعلــا
بــأن األمــر لــم يكــن يســتحق،ولكــن اعتــذارك
ألحدهــم ال يعنــى بالضــرورة بأنــك المخطــئ
وأنــه علــى صــواب،بــل يعنــى انــك تحــرص علــى
االحتفــاظ بهــذا الشــخص فــي حياتــك وانــك مــا
ـت متمســكا بوجــوده،لــذا فــإن اتقــان هــذا النــوع
مــن الفنــون يعتبــر بمثابــة هديــة تقدمهــا لألخــر
النفــاذ،امــا أن كنــت مخطئــا حقــا يــا صديقــي،
فــا تكابــر وبــادر بتقديــم اعتــذارك مســرعا،فهــذا
لــن ينقــص مــن قــدرك ابــدا بــل يرفعــه فــي عيــن
مــن أخطــأت بحقــه،فــإن كســب القلــوب أوىل مــن
كســب المعــارك،وألنــه يبــدأ عنــده وينتهــي كل
المناســب أتقــن اآلخــر فــن التســامح،أدى ذلــك
الســتمرار فنــون الشــكر.
تحتــاج هــذه الفنــون للممارســة والتدريــب عليهــا
مثلهــا مثــل باقــي الفنــون الشــهيرة،لذلــك اقبلــوا
قلبًا طيبًا ووردة
كنــت أطــن حينمــا كنــت طفلــة أنــه مــن الســهل
علــى أي إنســان أن يتمتــع بالطيبــة وحســن المعاملــة
وان الطبــاع الشــخصية شــيء يؤثــر علــى الشــخص
نفســه وال يتأثــر بهــا مــن حولــه،كنــت اقيــس كل
شــيء علــى مقيــاس التحصيــل الدراســي،فالمجتهــد
هــو مــن يذاكــر كثيــرا فيتفــوق ليصبــح طبيبــا أو
مهندســا ليفيــد المجتمــع،وبذلــك هــو شــخص طيب،
امــا الشــخص الكســول أو البطــيء فــي التحصيــل
والتعلــم فهــو ليــس لــه نفــع،وبذلــك هــو شــخص
ليــس طيــب،وقــد ال يكــون شــرير وقــد يختلــط
بالســيئين فيصبــح مثلهــم،وعليــه فــأن النظــرة التــي
كبــرت بهــا للكــون كانــت ضيقــة وظالمــه للغايــة،
وانتظرتنــي الحيــاة خــارج بــاب الجامعــة حتــى إذا
أنهيــت تحصيلــي الجامعــي وتخرجــت،فتحــت لــي
أبــواب التعليــم الحقيقــي علــى مصراعيهــا،وحقــا
كان هنــاك الكثيــر والكثيــر ألتعلمــه.
أول درس قدمتــه لــي الحيــاة كان عــن معنــى الطيبــة
وعــدم الطيبــة،وأنها ال تقــاس أبدا بالمســتوى العلمي
ألي شــخص وال بالمســتوى االجتماعــي حتــى،وان
مــا نســميهم طيبيــن ال يقفــوا فــي الصفــوف األماميــة
وال علــى اليميــن والباقــي علــى اليســار،أوىل دروس
الحيــاة لــي كانــت فــي عــدم التصنيــف والتالــي كان
فــي عــدم التعميــم .كلنــا فينــا الطيــب الجيــد وفينــا
غيــر ذلــك ولكنــا مختلطيــن متشــابكين فــي نســيج
واحــد.علمتنــي الحيــاة أيضــا أن الطيبــة ليســت
شــيء ســهل،ألنــك كــي تكــون طيبــا ال تــؤذي أحدا
تحتــاج إلــى قــوة،نعــم قــوة نفســية كبيــرة تمنعــك
مــن اإليــذاء عنــد المقــدرة،وتســاعدك فقــط علــى
أخــذ حقــك بالطــرق المشــروعة،ويالهــا مــن معركــة
غيــر هينــه،حينمــا يتحــداك أحدهــم فمــا أن تبــادر
بالــرد حتــى تــراه ينهــزم فــا يكــون أمامــك إال أن
تملــك زمــام نفســك وترحــم هــذا الضعــف الــذي لــم
تكــن وضعتــه فــي المعادلــة،علمتنــى الحيــاة أن
قلبــا طيبــا 💗 وورده 🌹 همــا العــاج والــدواء الشــافي
ألي مــرض نفســي أو غضــوي،ومــا زلــت أتعلــم
حتــى اليــوم وحتــى آخــر يــوم فــي هــذه الحيــاة
ألهديكم قلبا صادقا ووردة 🌹
على شجرة العنب أن تغادر
اجتمــع الحلفــاء ذات صبــاح فــي الحديقــة الواســعة
يناقشــون أمــر حديقتهــم كمــا يزعمــون منــذ عــدة
أعــوام حينمــا ســيطرت بعض شــجرات اليقطيــن على
الحديقــة،فهــي لــم تكــن يومــا حديقتهــم،كانــت
حديقــة غنــاء تحــوى العنــب والمــوز وشــجيرات
البرتقــال،فــي بدايــة موســمها،إال أنهــم ذات يــوم
قــد قبلــوا باســتضافة شــجرة يقطيــن واحــدة ال مــأوى
لهــا ومنقولــة مــن أرضهــا ومهــددة بالفنــاء،كانــت
شــجرة المــوز أول مــن عرضــت عليهــا القــدوم بعــد
موافقــة باقــي الشــجيرات بالحديقــة.
وقــد اتفقــن جميعــا علــى اســتقبال شــجرة اليقطيــن،
إال أن األمــور تغيــرت فــي الســنوات األخيــرة لتصبــح
اليقطينــة الواحــدة اثنتــان وثــاث،ولــم تكــن
المشــكلة فــي تكاثــر اليقطيــن الســريع ولكــن
فــي قراراتهــا التــي تتخذهــا معاديــة لباقــي األشــجار
كانــت تتصــدى لهــا شــجرة العنــب بحكمتهــا
الشــهيرة وتدعوهــا دومــا لفــض النــزاع والعــودة الــى
الحيــاة الهادئــة،لتظــل حديقتهــم واســعة غنــاء
ترحــب بالجميــع،ولكــن!
نفــوذ وســلطه شــجر اليقطيــن الــذي أصبــح يــزداد
بزيــادة إعدادهــا ورغبتهــا الشــديدة بالتحكــم فــي
الحديقــة أدى إلــى ظهــور ذلــك القــرار،وهــو رحيــل
شــجرة العنــب مــن هــذه الحديقــة،وجــدت نفســها