السبت 23 نوفمبر 2024

‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

‫نــارا تركهــا صاحبهــا وغــادر منــذ زمــن‪،‬يجــب أن‬
‫تعلــم عزيــزي القــارئ أنــه إذا قــام أحــد اللصــوص‬
‫بمحاولــة لســرقة بيتــك فانــك مــن ســيقوم بإصــاح‬
‫هــذا المنــزل‪،‬إمــا انتظــارك للــص إلصــاح مــا أتلفــه‬
‫فهــذا أمــر غيــر مجــد بــأي حــال مــن األحــوال‪،‬‬
‫كذلــك أي فعــل ســيئ أو مــؤذ لــن يقــوم صاحبــه‬

‫بإصالحــه هــذا واجبــك انــت‪،‬أن تصلــح مــا أفســده‬
‫أحدهــم بداخلــك وتتعلــم الــدرس مــن ذلــك‪،‬عندمــا‬
‫أتحــدث عــن فــن التســامح فأنــا اقصــد ذلــك النــوع‬
‫مــن القــوة التــي تجعلــك تفــوض كامل أمــرك هلل‪،‬وال‬
‫تشــغل بالــك بمصيــر المخطــئ بحقــك‪،‬وال تتنــازل‬
‫عــن حقوقــك المعلقــة‪،‬ســامح واحصــل علــى حقــك‬
‫وهــذا هــو فــن التســامح كمــا يجــب أن يكــون‪.‬ثالثــا‬
‫فــن اإلعتــذار يهمــل العديــد هــذا الجانــب متعلــا‬
‫بــأن األمــر لــم يكــن يســتحق‪،‬ولكــن اعتــذارك‬
‫ألحدهــم ال يعنــى بالضــرورة بأنــك المخطــئ‬
‫وأنــه علــى صــواب‪،‬بــل يعنــى انــك تحــرص علــى‬
‫االحتفــاظ بهــذا الشــخص فــي حياتــك وانــك مــا‬
                                                    ‫زلـ ِ‬
‫ـت متمســكا بوجــوده‪،‬لــذا فــإن اتقــان هــذا النــوع‬
‫مــن الفنــون يعتبــر بمثابــة هديــة تقدمهــا لألخــر‬
‫فــي اللحظــات التــي ربمــا أوشــك بهــا الرصيــد علــى‬
‫النفــاذ‪،‬امــا أن كنــت مخطئــا حقــا يــا صديقــي‪،‬‬
‫فــا تكابــر وبــادر بتقديــم اعتــذارك مســرعا‪،‬فهــذا‬
‫لــن ينقــص مــن قــدرك ابــدا بــل يرفعــه فــي عيــن‬
‫مــن أخطــأت بحقــه‪،‬فــإن كســب القلــوب أوىل مــن‬
‫كســب المعــارك‪،‬وألنــه يبــدأ عنــده وينتهــي كل‬
‫شــيء فــإذا أتقنــت فــن االعتــذار بالشــكل والوقــت‬
‫المناســب أتقــن اآلخــر فــن التســامح‪،‬أدى ذلــك‬
                           ‫الســتمرار فنــون الشــكر‪.‬‬
‫تحتــاج هــذه الفنــون للممارســة والتدريــب عليهــا‬
‫مثلهــا مثــل باقــي الفنــون الشــهيرة‪،‬لذلــك اقبلــوا‬
‫منــى أن أتقــدم بــكل الشــكر إليكــم مــن قلبــي‪.‬‬
             ‫قلبًا طيبًا ووردة‬
‫كنــت أطــن حينمــا كنــت طفلــة أنــه مــن الســهل‬
‫علــى أي إنســان أن يتمتــع بالطيبــة وحســن المعاملــة‬
‫وان الطبــاع الشــخصية شــيء يؤثــر علــى الشــخص‬
‫نفســه وال يتأثــر بهــا مــن حولــه‪،‬كنــت اقيــس كل‬
‫شــيء علــى مقيــاس التحصيــل الدراســي‪،‬فالمجتهــد‬
‫هــو مــن يذاكــر كثيــرا فيتفــوق ليصبــح طبيبــا أو‬
‫مهندســا ليفيــد المجتمــع‪،‬وبذلــك هــو شــخص طيب‪،‬‬
‫امــا الشــخص الكســول أو البطــيء فــي التحصيــل‬
‫والتعلــم فهــو ليــس لــه نفــع‪،‬وبذلــك هــو شــخص‬
‫ليــس طيــب‪،‬وقــد ال يكــون شــرير وقــد يختلــط‬
‫بالســيئين فيصبــح مثلهــم‪،‬وعليــه فــأن النظــرة التــي‬
‫كبــرت بهــا للكــون كانــت ضيقــة وظالمــه للغايــة‪،‬‬
‫وانتظرتنــي الحيــاة خــارج بــاب الجامعــة حتــى إذا‬
‫أنهيــت تحصيلــي الجامعــي وتخرجــت‪،‬فتحــت لــي‬
‫أبــواب التعليــم الحقيقــي علــى مصراعيهــا‪،‬وحقــا‬
              ‫كان هنــاك الكثيــر والكثيــر ألتعلمــه‪.‬‬
‫أول درس قدمتــه لــي الحيــاة كان عــن معنــى الطيبــة‬
‫وعــدم الطيبــة‪،‬وأنها ال تقــاس أبدا بالمســتوى العلمي‬


‫ألي شــخص وال بالمســتوى االجتماعــي حتــى‪،‬وان‬
‫مــا نســميهم طيبيــن ال يقفــوا فــي الصفــوف األماميــة‬
‫وال علــى اليميــن والباقــي علــى اليســار‪،‬أوىل دروس‬
‫الحيــاة لــي كانــت فــي عــدم التصنيــف والتالــي كان‬
‫فــي عــدم التعميــم ‪.‬كلنــا فينــا الطيــب الجيــد وفينــا‬
‫غيــر ذلــك ولكنــا مختلطيــن متشــابكين فــي نســيج‬
‫واحــد‪.‬علمتنــي الحيــاة أيضــا أن الطيبــة ليســت‬
‫شــيء ســهل‪،‬ألنــك كــي تكــون طيبــا ال تــؤذي أحدا‬
‫تحتــاج إلــى قــوة‪،‬نعــم قــوة نفســية كبيــرة تمنعــك‬
‫مــن اإليــذاء عنــد المقــدرة‪،‬وتســاعدك فقــط علــى‬
‫أخــذ حقــك بالطــرق المشــروعة‪،‬ويالهــا مــن معركــة‬
‫غيــر هينــه‪،‬حينمــا يتحــداك أحدهــم فمــا أن تبــادر‬
‫بالــرد حتــى تــراه ينهــزم فــا يكــون أمامــك إال أن‬
‫تملــك زمــام نفســك وترحــم هــذا الضعــف الــذي لــم‬
‫تكــن وضعتــه فــي المعادلــة‪،‬علمتنــى الحيــاة أن‬
‫قلبــا طيبــا 💗 وورده 🌹 همــا العــاج والــدواء الشــافي‬
‫ألي مــرض نفســي أو غضــوي‪،‬ومــا زلــت أتعلــم‬
    ‫حتــى اليــوم وحتــى آخــر يــوم فــي هــذه الحيــاة‬
                      ‫ألهديكم قلبا صادقا ووردة 🌹‬
    ‫على شجرة العنب أن تغادر‬
‫اجتمــع الحلفــاء ذات صبــاح فــي الحديقــة الواســعة‬
‫يناقشــون أمــر حديقتهــم كمــا يزعمــون منــذ عــدة‬
‫أعــوام حينمــا ســيطرت بعض شــجرات اليقطيــن على‬
‫الحديقــة‪،‬فهــي لــم تكــن يومــا حديقتهــم‪،‬كانــت‬
‫حديقــة غنــاء تحــوى العنــب والمــوز وشــجيرات‬
‫البرتقــال‪،‬فــي بدايــة موســمها‪،‬إال أنهــم ذات يــوم‬
‫قــد قبلــوا باســتضافة شــجرة يقطيــن واحــدة ال مــأوى‬
‫لهــا ومنقولــة مــن أرضهــا ومهــددة بالفنــاء‪،‬كانــت‬
‫شــجرة المــوز أول مــن عرضــت عليهــا القــدوم بعــد‬
               ‫موافقــة باقــي الشــجيرات بالحديقــة‪.‬‬
‫وقــد اتفقــن جميعــا علــى اســتقبال شــجرة اليقطيــن‪،‬‬
‫إال أن األمــور تغيــرت فــي الســنوات األخيــرة لتصبــح‬
‫اليقطينــة الواحــدة اثنتــان وثــاث‪،‬ولــم تكــن‬
‫المشــكلة فــي تكاثــر اليقطيــن الســريع ولكــن‬
‫فــي قراراتهــا التــي تتخذهــا معاديــة لباقــي األشــجار‬
‫كانــت تتصــدى لهــا شــجرة العنــب بحكمتهــا‬
‫الشــهيرة وتدعوهــا دومــا لفــض النــزاع والعــودة الــى‬
‫الحيــاة الهادئــة‪،‬لتظــل حديقتهــم واســعة غنــاء‬
                         ‫ترحــب بالجميــع‪،‬ولكــن!‬
‫نفــوذ وســلطه شــجر اليقطيــن الــذي أصبــح يــزداد‬
‫بزيــادة إعدادهــا ورغبتهــا الشــديدة بالتحكــم فــي‬
‫الحديقــة أدى إلــى ظهــور ذلــك القــرار‪،‬وهــو رحيــل‬
‫شــجرة العنــب مــن هــذه الحديقــة‪،‬وجــدت نفســها‬

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات