تكلفة مذهلة وذهب خالص.. تفاصيل مذهلة عن سر جمالية كسوة الكعبة المشرفة
الكسوة في عهد النبي محمد والخلفاء الراشدين:
بعد فتح مكة، أبقى النبي محمد على كسوة الكعبة كما كانت حتى احټرقت أثناء محاولة إحدى النساء تبخيرها.
بعد ذلك، كساها النبي بثياب يمانية وتبعه الخلفاء الراشدون في هذا التقليد.
أبو بكر وعمر كسا كل منهما الكعبة بثياب القباطي، بينما كساها عثمان بن عفان بثياب القباطي والبرود اليمانية.
علي بن أبي طالب لم ترد روايات تفيد بأنه كسا الكعبة، نظراً لانشغاله بالفتن التي حدثت في عهده.
الدور النسائي في كسوة الكعبة:
نُتيلة بنت جناب، زوجة عبد المطلب وأم العباس، كانت أول امرأة في التاريخ تكسو الكعبة وحدها كنذر لعودة ابنها العباس.
يُظهر هذا الدور النسائي المميز في تاريخ كسوة الكعبة كيف كانت النساء أيضاً جزءاً فعالاً في تكريم هذا المكان المقدس
كسوة الكعبة في العصر الحالي
تُعد كسوة الكعبة المشرفة من الطقوس الدينية الهامة التي تحظى بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين. كانت تُرسل الكسوة إلى المملكة العربية السعودية من مصر عبر العصور، واستمر ذلك حتى العام 1381هـ. خلال هذه الفترة، أحياناً ما كانت الأسباب السياسية تعيق استمرارية الإرسال، لكن في النهاية تولت المملكة العربية السعودية مسؤولية صناعة الكسوة بشكل دائم.
في العام 1345هـ، توقفت مصر مؤقتاً عن إرسال الكسوة بسبب حاډثة المحمل الشهيرة، ما دفع المملكة لتبني مسؤولية صناعة الكسوة محلياً.
تم إصدار الأمر بسرعة بصناعة كسوة جديدة من الجوخ الأسود الفاخر، وقد تم تجهيزها في وقت قياسي لتلبس الكعبة في يوم النحر، مما شكّل لحظة تاريخية بارزة.
في مطلع شهر محرم من العام التالي 1346هـ، تم إنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة في محلة أجياد بمكة المكرمة، أمام دار وزارة المالية العمومية.
تم بناء هذه الدار خلال ستة أشهر وتُعد أول مؤسسة متخصصة في صناعة كسوة الكعبة بالحجاز منذ العصر الجاهلي.
خلال فترة بناء دار الكسوة، بذلت المملكة جهوداً كبيرة لتأمين الإمكانيات اللازمة للصناعة، من حرير ومواد صباغة وأنوال للنسيج، إلى جانب توفير الفنيين الماهرين لمختلف مراحل الصناعة.
استمرت دار الكسوة في عملها حتى عام 1358هـ، حينما تم استئناف إرسال الكسوة من مصر بعد توقيع اتفاق مع الحكومة السعودية.
مع مرور الوقت ونظراً لتغير الظروف السياسية، توقفت مصر عن إرسال الكسوة في العام 1381هـ، مما دفع المملكة لإعادة فتح وتشغيل مصنع الكسوة بحي جرول في مكة.
وبحلول العام 1397هـ، تم نقل الإنتاج إلى مصنع كسوة الكعبة المشرفة في أم الجود، حيث يستمر إنتاج الكسوة الشريفة إلى يومنا هذا.