تكلفة مذهلة وذهب خالص.. تفاصيل مذهلة عن سر جمالية كسوة الكعبة المشرفة
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
في قلب مكة المكرمة، تقف الكعبة المشرفة شامخة كشاهد على عمق الإيمان وتجدد الروح الإنسانية عبر العصور.
كسوة الكعبة، بردائها الأسود المهيب، ليست مجرد نسيج بل هي رمز للوحدة والتقديس في الإسلام.
تتجدد كسوة الكعبة سنويًا في مراسم تعكس إتقانًا ودقة عالية، وتحمل في طياتها قصص الحرفية العريقة والتفاني في العمل.
في هذا المقال، نستعرض أسرار هذا الرمز الفريد، بدءًا من تاريخه العريق ومراحل تطوره، وصولًا إلى الفنون والحرف التي تساهم في صناعته، بالإضافة إلى سبب رفع الكسوة بمقدار 3 أقدام خلال موسم الحج.
الحكمة من كسوة الكعبة
تعد كسوة الكعبة المشرفة، ذلك الرداء الأسود الفاخر الذي يزين قلب الإسلام في مكة المكرمة، من أعمق الشعائر الإسلامية التي ترمز إلى الاحترام والتقدير لهذا المكان المقدس.
منذ فتح مكة على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام التاسع الهجري، أصبحت هذه العادة جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الإسلامية، حيث كسا النبي الكعبة بثياب يمانية، بتكلفة مغطاة من بيت مال المسلمين.
في ذلك الوقت، حافظ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الكسوة القديمة حتى تعرضت لحاډث أدى إلى احټراقها، فبادر النبي إلى استبدالها بأخرى جديدة.
وقد تبعه في هذا النهج الخلفاء الراشدون؛ فأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب كسا كل منهما الكعبة بأقمشة يمانية فاخرة.
وكان عثمان بن عفان أول من كسا الكعبة بكسوتين متتاليتين، مما أرسى تقليدًا جديدًا استمر لاحقًا في التاريخ الإسلامي.
كسوة الكعبة تأتي ليس فقط كجزء من تقدير المسلمين للبيت الحړام، بل تعبر أيضًا عن تعظيمهم له كما جاء في القرآن الكريم:
"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ". وقد استمر هذا التقليد على مر العصور، حيث تعهد ملوك وسلاطين المسلمين بكسوة الكعبة، مؤكدين على أهمية هذه العادة واستمراريتها حتى يومنا هذا.
في كل عام، تتجدد كسوة الكعبة في مراسم تعكس الإتقان والدقة العالية، وتحمل في طياتها قصص الحرفية العريقة والتفاني في العمل.
تعتبر الكسوة رمزًا للوحدة والتقديس في الإسلام، وهي ليست مجرد قطعة من النسيج، بل جزء من هوية الأمة الإسلامية.
ومن اللافت أن كسوة الكعبة يتم رفعها بمقدار 3 أقدام خلال موسم الحج، وهي عملية تحمل رمزية خاصة وتؤكد على الاحترام العميق لهذا المكان المقدس.
في هذا السياق، يتم تصنيع الكسوة من أفخر أنواع الحرير والذهب والفضة، ويتم تطريزها بآيات قرآنية بخيوط من الذهب والفضة.
وتتم عملية إنتاج الكسوة في مصنع مخصص لهذا الغرض في مكة المكرمة، حيث يعمل الحرفيون المهرة على إنتاجها بكل دقة وإتقان.
تستغرق هذه العملية عدة أشهر، وتتطلب جهوداً كبيرة من جميع المشاركين فيها.
كسوة الكعبة من قبل الإسلام إلى العصر الحديث
تمثل كسوة الكعبة المشرفة تقليداً عميق الجذور يعود إلى العصور الجاهلية، حيث كانت تعبر عن التقدير والتكريم لهذا المكان المقدس.
تشير الروايات إلى أن تبع الحميري، ملك اليمن، كان أول من كسا الكعبة بشكل كامل قبل الإسلام.
أدخل تبع الحميري أيضاً تحسينات على بنية الكعبة بإضافة باب ومفتاح لها، وتوالت بعده كسوات مختلفة من الخصف والجلود.
كان العرب يعتبرون كسوة الكعبة واجباً دينياً يجب المحافظة عليه، وكانوا يكدسون الكسوات فوق بعضها حتى تبلى، ثم يقومون بإزالتها.
خلال عهد قصي بن كلاب، الجد الرابع للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، حدث تنظيم مهم لمهمة كسوة الكعبة.
قصي بن كلاب الذي جمع قبائل قومه تحت لواء واحد، قدم نظاماً يعتمد على التعاون بين القبائل لكسوة الكعبة، حيث كانت الكسوة تُعتبر ثمرة "الرفادة" أو المعاونة التي تشارك فيها القبائل.
فيما يعتبر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، أحد تجار قريش الثرياء، من أسس نظاماً يقضي بأن يتناوب هو وقريش في كسوة الكعبة سنوياً.