هل نحن أسرع من الإنترنت؟ اكتشافات مذهلة حول سرعة تفكير الدماغ البشري!

سرعة التفكير البشري: لماذا نحتاج إلى التباطؤ في عالم سريع؟

▪️تشير دراسة حديثة إلى أن سرعة التفكير البشري أبطأ بكثير من متوسط سرعة شبكة Wi-Fi، مما يثير تساؤلات حول كيفية معالجة الدماغ للمعلومات في عالم مليء بالبيانات. وفقًا للدراسة، يستطيع الدماغ جمع البيانات الحسية بسرعة تفوق 100 مليون مرة سرعة معالجة الأفكار، مما يتيح له تصفية المعلومات من بيئة فوضوية ومعقدة.

▪️يحتوي الدماغ البشري على حوالي 86 مليار خلية عصبية، متشابكة بطرق معقدة لا يزال العلماء غير قادرين على رسم خريطة لها بالكامل. ومع ذلك، فإن معالجة المعلومات في الدماغ تتم بمعدل عشرة بتات في الثانية فقط، بينما يبلغ متوسط سرعة تنزيل اتصال Wi-Fi في الولايات المتحدة أكثر من 260 مليون بت في الثانية. هذا الفارق الكبير يجعل من الواضح أن البشر يعيشون حياة بطيئة نسبيًا.

على سبيل المثال، حتى الكتّاب المحترفين الذين يكتبون بسرعة 120 كلمة في الدقيقة لا ينتجون سوى عشرة بتات من المعلومات في الثانية. حتى لاعبي الفيديو المحترفين، الذين يتمتعون بردود فعل سريعة، لا تتجاوز سرعتهم في معالجة الأفكار عشرة بتات في الثانية.

▪️تطرح الدراسة تساؤلات حول ما إذا كانت سرعة التفكير البشري محدودة بسبب طبيعة أجسامنا. عند دراسة نشاطات أقل كثافة جسديًا، مثل حل مكعب روبيك مع وضع عصابة على الأعين، تبين أن حركة المرور المعرفية لا تتجاوز 12 بتًا في الثانية.

تستقبل حواسنا كميات هائلة من المعلومات، حيث يمكن أن تستقبل الأنظمة الحسية نحو عشرة مليارات بت من البيانات في ثانية واحدة. لكن الدماغ يختار التركيز على جزء صغير فقط من هذه المعلومات، مما يعني أننا نتخلص من كميات هائلة من البيانات المدخلة.

▪️تظهر الفرضيات أن أجسادنا قد تطورت لتناسب عصورًا أبطأ، حيث كانت القدرة على معالجة عشرة بتات من المعلومات كافية لبقاء أسلافنا. ومع ذلك، فإن العالم الرقمي اليوم يتحرك بوتيرة أسرع بكثير، مما يتجاوز القدرة الفكرية لأجسامنا.

▪️على الرغم من أن الحياة الحديثة تعتمد بشكل كبير على السرعة، تشير الدراسات إلى أن إبطاء معالجة المعلومات يمكن أن يكون له فوائد كبيرة. فالتفكير البطيء قد يساعد على تحسين الفهم والتذكر. لذا، في عالم سريع، قد يكون من الحكمة أن نأخذ خطوة إلى الوراء ونسمح لعقولنا بالتقاط المعلومات بشكل أعمق.