الأربعاء 18 ديسمبر 2024

"سوريا بعد الأسد: الطائفية تتجلى في السجالات الاجتماعية و هل الأقليات في خطړ"

شعار لا للطائفية
شعار لا للطائفية

الطائفية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد: 

🔻واقع مؤلم وسجالات مؤسفة

بعد سنوات من الصراع والدمار، لا تزال سوريا تعاني من آثار الطائفية التي تفشت بشكل كبير عقب سقوط نظام الأسد. إن الوضع الحالي يعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه السوريون، خصوصًا الأقليات، حيث تزايدت الھجمات الكلامية والسجالات في الفضاءات العامة، بما في ذلك مجموعات الدردشة الطلابية والمبادرات الاجتماعية.

🔻الطائفية وواقع الأقليات 

تجسد الطائفية في سوريا بعد سقوط الأسد تحديًا كبيرًا، حيث أصبح الصراع بين المكونات الاجتماعية أكثر وضوحًا. الأقليات، تواجه اليوم ضغوطًا متزايدة وتهمًا غير مبررة. يتجلى ذلك في السجالات التي تندلع بين الطلاب في الجامعات والمدارس، حيث تتسرب التوترات الطائفية إلى النقاشات اليومية، مما يخلق بيئة غير صحية تعزز الانقسام.

🔻حوادث مؤسفة في المبادرات الاجتماعية

على صعيد المبادرات الاجتماعية، مثل مبادرة "لها" التي تهدف إلى تمكين المرأة، برزت حوادث مؤسفة تعكس عمق الانقسام. في إحدى المجموعات، نشب سجال حاد بين متطوعة سورية تعيش خارج البلاد وأخرى من الأقليات الموجودة في سوريا. الھجوم الكلامي الذي تعرضت له المتطوعة التي تنتمي إلى الأقليات كان قاسيًا، و لم تبادر مؤسسة المبادرة إلى إغلاق الدردشة تفادياً لهكذا تطاول،مما دفع المتطوعة إلى مغادرة  المجموعة دون الرد، مع الانسحاب من مبادرة لها. 

 ◼️هذه الحوادث ليست فريدة من نوعها، بل تمثل نمطًا متكررًا من السجالات التي تعكس عدم التسامح والاحترام بين مختلف الفئات.

▪️شهادات من الطلاب :

في سياق هذه السجالات، تروي إحدى الطالبات تجربتها: "كنت أرى المسيحيين يخرجون من الكنيسة يوم الأحد، لكنني لم أفهم ماذا يفعلون داخلها." فردت عليها فتاة أخرى: "نحن نصلي في الكنيسة كما تصلون في المسجد." هذه اللحظة تعكس الجهل المتبادل بين الشباب، حيث تبرز الحاجة إلى الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.

▪️تأثير السجالات على المجتمع :

تؤثر هذه السجالات بشكل كبير على المجتمع السوري، حيث تعزز من مشاعر الكراهية والانقسام. 

◼️بدلاً من أن تكون هذه المجموعات منصات للتواصل والتعاون، تتحول إلى ساحات للعداء والتوتر. 

◼️إن هذه الديناميكيات لا تؤثر فقط على الأفراد، بل تساهم في زعزعة استقرار المجتمع ككل، مما يجعل من الصعب بناء مستقبل مشترك.

▪️دعوة للتسامح والتفاهم 

في ظل هذه الظروف الصعبة، من الضروري أن تتجه الجهود نحو تعزيز التسامح والتفاهم بين جميع المكونات. يجب أن نعمل على بناء جسر من الحوار بين الأديان والثقافات، لنتمكن من تجاوز الانقسامات التي تؤثر سلبًا على مستقبلنا.

▪️ إن تعزيز الوعي والفهم المتبادل هو السبيل الوحيد لبناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات.

◼️إن الطائفية التي تعصف بسوريا بعد سقوط الأسد ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتطلب منا جميعًا التحرك والعمل من أجل السلام والتفاهم. علينا أن نتجاوز الحواجز ونبني مجتمعًا يحتضن التنوع ويحتفل بالاختلاف، لنحقق مستقبلًا أفضل للجميع.