السبت 23 نوفمبر 2024

‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

‫علهــا تجــد شــخصا أخــر معهمــا تعكــس المــرأة‬
 ‫صورتهــا‪.‬‬
 ‫مــا زلـ ِ‬
‫ـت تذكــر ضحكــت نبــع وهــى تؤكــد عليهــا‪:‬‬
‫نعــم يــا رؤى أنــك بهــذا الجمــال وهــذه القــوة‪،‬ال‬
‫تتخلــى أبــدا عــن ســحر عيونــك‪.‬نبــع صديقتهــا التي‬
‫منحتهــا الكثيــر مــن الخبــرة والثقــة فــي نفســها ويف‬

‫هــذا المجــال‪،‬هــي مــن أهتمــت بعمــل التزييــن‬
‫الكامــل لــرؤى فــي تلــك الخطبــة المنتهيــة قبــل أن‬
‫تســافر نبــع مــع زوجهــا وتتــرك مســؤلية األســتوديو‬
‫كلهــا علــى عاتــق رؤى‪،‬اآلن يحتــاج األســتوديو‬
‫إلــى رؤى صغيــرة جديــدة تتمــرن علــى يــد رؤى‬
‫الحاليــة قبــل أن تقــرر تــرك األســتاذ جميــل‪،‬فهــي‬
‫تعلــم كــم الشــغل باالســتوديو وصحــة األســتاذ‬
‫جميــل لــم تعــد كالســابق‪،‬فلــن تتركــه قبــل ان يتوفــر‬                             ‫ً‬
‫بديــل ‪.‬وهــى فرصــة أيضــا حتــى تســتطيع مراســلة‬
‫الهيئــات الســياحية الدوليــة التــي تهتــم بتصويــر‬
‫المعالــم األثريــة وترســل لهــم ســيرتها الذاتيــه إلــى‬
‫أن تتلقــي ردا مــن أحدهــم كمــا انهــا تريــد أن تحضــر‬
‫خطوبــة أختهــا علــى حســام ذلــك المحاســب الــذي‬
‫يعمــل تحــت أدارة أبيهــا والــذي أعجــب بفريــدة‬
‫منــذ أن وقعــت عينــاه عليهــا فــي أحــدى األيــام‬
‫التــي زارت فيهــا مكتــب والدهــا ثــم تكــرر اللقــاء‬
‫حينمــا دعــاه ناجــى لحضــور خطبــة ابنتــه رؤى‪،‬‬
‫واكن هــذا اللقــاء اطــول وتبــادال فيــه كلمــات أكثــر‬
‫وانتظــر حســام حتــى أتمــت فريــدة دراســتها الثانويــة‬
‫والتحقــت بكليــة األداب قســم األثــار الــذي تعشــقه‬
‫وهــى اآلن فــي الســنة قبــل النهائيــة‪،‬وبالنســبة‬
‫إلــى رؤى فهــي حتــى وان أنهــت خطبتهــا مــع رائــد‬
‫وتفكــر حاليــا فــي الســفر والمســتقبل المهنــي إال‬
‫انهــا لــن تقــف فــي طريــق ســعادة أختهــا فهــي ال‬
‫تؤمــن بترتيــب الكبــري والصغــرى وقــد أنهــت مــع‬
‫أهلهــا ذلــك الحــوار وتمســكت برأيهــا أن ال تأجيــل‬
‫لخطبــة فريــدة ألي ســبب كان‪،‬فهــي تعلــم أن فريــدة‬
‫أغرمــت بحســام أيضــا وبينهمــا توافــق كبيــر‪،‬كمــا‬
‫أن حســام مــن أســرة راقيــة ووالدتــه تحــب فريــدة‬
‫كابنتهــا التــي لــم يســاعدها القــدر لتنجبهــا‪،‬وبذلــك‬
‫فهــي مطمئنــه علــى أختهــا فــي هــذه العائلــة‪.‬حيــاة‬
‫رؤى ومــا مــرت بــه فــي طفولتهــا جعلتهــا دائمــا‬


‫تنظــر للمســتقبل وتحــاول أن تضــع خططــا مناســبه‬
‫لــه حتــى ال تفاجــئ مجــددا مثلمــا حــدث ســالفا‬
‫‪.‬حتــى فســخها لخطبتهــا مــن رائــد فبرغــم حبــه‬
‫لهــا الــذي كان يتغنــى بــه صباحــا ومســاءا إال أنــه‬
‫اســتعمل ذلــك الحــب للضغــط عليهــا والحــد مــن‬
‫طموحهــا وتقليــل حريتهــا‪،‬لــم يتفهــم أن االختــاق‬
‫الــذي رأه فيهــا عــن باقــي الفتيــات نابــع مــن ذلــك‬
‫الشــغف الــذي يحركهــا وتلــك المســؤولية التــي‬
‫تحملتهــا منــذ أن كانــت طالبــة بالمدرســة‪،‬شــعرت‬
‫ببعــض الحزن واألســي لفســخها لخطوبتهمــا‪،‬ولكنها‬
‫حاولــت أقنــاع رائــد مــرارا أن يشــاركها أحالمهــا وأن‬
‫يجمعهــم حلمــا مهنيــا واحــدا كمــا ســوف يجمعهــم‬
‫بيتــا واحــدا‪،‬واكن ذلــك ســيحل مشــكلتهم المهنيــة‬
‫والعائليــة فقــد كانــت تنــوى ان تؤجــل الســفر حتــى‬
‫تتوفــر فرصــة تجمعهمــا ســويا‪،‬كانــت ســتكتفي‬
‫باســتوديو أقــل بكثيــر مــن أســتوديو األســتاذ جميــل‬
‫ويعمــا همــا علــى توســعته وتطويــره‪،‬لكــن رائــد‬
‫الغيــرة والتحكــم اغلــق عينيــه وقلبــه‪،‬فلــم تســتطع‬
‫إال أن تتركــه ‪.‬وهــا هــي اآلن تعمــل علــى تنفيــذ‬
‫مشــاريع تخرجهــا وتتحمــل مســؤولية االســتوديو‬
‫وتبحــث فــي جــدول مواعيدهــا عــن يــوم مناســب‬
‫لــل (فوتــو سيشــن) الخــاص بعمــاد وعروســه‪،‬كمــا‬
‫تنــزل مــع فريــدة الختيــار فســتان الخطوبــة وتختــار‬
‫فســتان ســهره لهــا فهــي أخــت العــروس‪،‬كمــا تابعــت‬
‫معهــا تأكيــد حجــز تصويرهــا مــع أســتوديو جميــل‪،‬‬
‫ففريــدة ليســت أقــل ممــن تصورهــم أختهــا بــل فــي‬
‫عينيهــا هــي أجملهــن‪،‬كمــا تراهــا رؤى بقلبهــا بينمــا‬
‫تقــوم والدتهمــا باالتفــاق علــى البوفيــه ومتابعــة الزي‬
‫الخــاص بهــا وحجــز بدلــه والدهــم وعمــل ديكــور‬
‫غرفــة المعيشــة وتحويلهــا لقاعــة مميــزة تحتفــظ‬
‫بهــذه الذكريــات الســعيدة كان الجميــع منشــغال‬
‫بالترتيــب والتنظيــم‪،‬ولكــن هــذا المنــزل كان‬
‫يحتــاج هــذه الفرحــة المجمعــة‪،‬فحتــى وان ســارت‬
‫الحيــاة مؤخــرا بشــكل طبيعــي وهــادئ واســتطاع‬
‫ناجــى ان يحقــق تقدمــا فــي عملــه ليحصــل علــى‬
‫منصــب مديــرا لــإدارة الحســابات بالشــركة ممــا‬
‫جعلــه يعيــن ســائقا لســيارته األجــرة الــذي بــدوره‬
‫كان ينقــل الفتيــات مــن والــى الجامعــه‪،‬ولكــن‬
‫الفرحــة المجمعــة شــيء أخــر وقــد حــان موعدهــا‬
‫اآلن ليفــرح الجميــع ملــئ قلوبهــم‪.‬الفصــل الرابــع‬
  ‫حفــل التخــرج ‪.‬‬
‫فــي هــذا اليــوم المشــرق منــذ بدايتــه أســتعدت رؤى‬
‫وارتــدت ثيابهــا وأكــدت علــى أســرتها اللحــاق بهــا‬
‫فــي تمــام الســاعة الخامســة فــي القاعــة المقــام بهــا‬
‫الحفــل بالكليــة كمــا أكــدت علــى عمــاد وعروســه‬
 ‫واألســتاذ جميــل حضورهــم جميعــا‪.‬‬
‫كان ذلــك اليــوم بالنســبة لــرؤى هــو اليــوم العالمــي‬
‫(عالمهــا) لتتويــج حلمهــا الــذي تعبــت مــن أجلــه‬
‫وانتظرتــه ســنوات‪..‬القي العميــد كلمتــه االفتتاحيــة‬
‫ثــم بــدأ التكريــم وتســليم الشــهادات والتصويــر‬
‫ســلمت علــى رائــد وباركتــه وتمنــت لــه حظــا جيــدا‬
‫ثــم جــاء دورهــا وتســلمت شــهادتها وســط فرحــة‬
‫ناجــى والدهــا وعمــو جميــل وعمــاد وماريــا وفريــدة‬
‫وحســام ووالدتهــا ســحر‪،‬بينمــا تحاوطهــا الســعادة‬
‫مــن كل جانــب وبعــد انتهــاء الحفــل ومباركــة‬

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 14 صفحات