امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
علهــا تجــد شــخصا أخــر معهمــا تعكــس المــرأة
صورتهــا.
مــا زلـ ِ
ـت تذكــر ضحكــت نبــع وهــى تؤكــد عليهــا:
نعــم يــا رؤى أنــك بهــذا الجمــال وهــذه القــوة،ال
تتخلــى أبــدا عــن ســحر عيونــك.نبــع صديقتهــا التي
منحتهــا الكثيــر مــن الخبــرة والثقــة فــي نفســها ويف
الكامــل لــرؤى فــي تلــك الخطبــة المنتهيــة قبــل أن
تســافر نبــع مــع زوجهــا وتتــرك مســؤلية األســتوديو
كلهــا علــى عاتــق رؤى،اآلن يحتــاج األســتوديو
إلــى رؤى صغيــرة جديــدة تتمــرن علــى يــد رؤى
الحاليــة قبــل أن تقــرر تــرك األســتاذ جميــل،فهــي
جميــل لــم تعــد كالســابق،فلــن تتركــه قبــل ان يتوفــر ً
بديــل .وهــى فرصــة أيضــا حتــى تســتطيع مراســلة
الهيئــات الســياحية الدوليــة التــي تهتــم بتصويــر
أن تتلقــي ردا مــن أحدهــم كمــا انهــا تريــد أن تحضــر
خطوبــة أختهــا علــى حســام ذلــك المحاســب الــذي
يعمــل تحــت أدارة أبيهــا والــذي أعجــب بفريــدة
منــذ أن وقعــت عينــاه عليهــا فــي أحــدى األيــام
التــي زارت فيهــا مكتــب والدهــا ثــم تكــرر اللقــاء
واكن هــذا اللقــاء اطــول وتبــادال فيــه كلمــات أكثــر
وانتظــر حســام حتــى أتمــت فريــدة دراســتها الثانويــة
والتحقــت بكليــة األداب قســم األثــار الــذي تعشــقه
وهــى اآلن فــي الســنة قبــل النهائيــة،وبالنســبة
إلــى رؤى فهــي حتــى وان أنهــت خطبتهــا مــع رائــد
انهــا لــن تقــف فــي طريــق ســعادة أختهــا فهــي ال
تؤمــن بترتيــب الكبــري والصغــرى وقــد أنهــت مــع
أهلهــا ذلــك الحــوار وتمســكت برأيهــا أن ال تأجيــل
لخطبــة فريــدة ألي ســبب كان،فهــي تعلــم أن فريــدة
أغرمــت بحســام أيضــا وبينهمــا توافــق كبيــر،كمــا
كابنتهــا التــي لــم يســاعدها القــدر لتنجبهــا،وبذلــك
فهــي مطمئنــه علــى أختهــا فــي هــذه العائلــة.حيــاة
رؤى ومــا مــرت بــه فــي طفولتهــا جعلتهــا دائمــا
تنظــر للمســتقبل وتحــاول أن تضــع خططــا مناســبه
لــه حتــى ال تفاجــئ مجــددا مثلمــا حــدث ســالفا
.حتــى فســخها لخطبتهــا مــن رائــد فبرغــم حبــه
لهــا الــذي كان يتغنــى بــه صباحــا ومســاءا إال أنــه
اســتعمل ذلــك الحــب للضغــط عليهــا والحــد مــن
طموحهــا وتقليــل حريتهــا،لــم يتفهــم أن االختــاق
الــذي رأه فيهــا عــن باقــي الفتيــات نابــع مــن ذلــك
الشــغف الــذي يحركهــا وتلــك المســؤولية التــي
تحملتهــا منــذ أن كانــت طالبــة بالمدرســة،شــعرت
ببعــض الحزن واألســي لفســخها لخطوبتهمــا،ولكنها
حاولــت أقنــاع رائــد مــرارا أن يشــاركها أحالمهــا وأن
يجمعهــم حلمــا مهنيــا واحــدا كمــا ســوف يجمعهــم
بيتــا واحــدا،واكن ذلــك ســيحل مشــكلتهم المهنيــة
والعائليــة فقــد كانــت تنــوى ان تؤجــل الســفر حتــى
تتوفــر فرصــة تجمعهمــا ســويا،كانــت ســتكتفي
باســتوديو أقــل بكثيــر مــن أســتوديو األســتاذ جميــل
ويعمــا همــا علــى توســعته وتطويــره،لكــن رائــد
الغيــرة والتحكــم اغلــق عينيــه وقلبــه،فلــم تســتطع
إال أن تتركــه .وهــا هــي اآلن تعمــل علــى تنفيــذ
مشــاريع تخرجهــا وتتحمــل مســؤولية االســتوديو
وتبحــث فــي جــدول مواعيدهــا عــن يــوم مناســب
لــل (فوتــو سيشــن) الخــاص بعمــاد وعروســه،كمــا
تنــزل مــع فريــدة الختيــار فســتان الخطوبــة وتختــار
فســتان ســهره لهــا فهــي أخــت العــروس،كمــا تابعــت
معهــا تأكيــد حجــز تصويرهــا مــع أســتوديو جميــل،
ففريــدة ليســت أقــل ممــن تصورهــم أختهــا بــل فــي
عينيهــا هــي أجملهــن،كمــا تراهــا رؤى بقلبهــا بينمــا
تقــوم والدتهمــا باالتفــاق علــى البوفيــه ومتابعــة الزي
الخــاص بهــا وحجــز بدلــه والدهــم وعمــل ديكــور
غرفــة المعيشــة وتحويلهــا لقاعــة مميــزة تحتفــظ
بهــذه الذكريــات الســعيدة كان الجميــع منشــغال
بالترتيــب والتنظيــم،ولكــن هــذا المنــزل كان
يحتــاج هــذه الفرحــة المجمعــة،فحتــى وان ســارت
الحيــاة مؤخــرا بشــكل طبيعــي وهــادئ واســتطاع
ناجــى ان يحقــق تقدمــا فــي عملــه ليحصــل علــى
منصــب مديــرا لــإدارة الحســابات بالشــركة ممــا
جعلــه يعيــن ســائقا لســيارته األجــرة الــذي بــدوره
كان ينقــل الفتيــات مــن والــى الجامعــه،ولكــن
الفرحــة المجمعــة شــيء أخــر وقــد حــان موعدهــا
اآلن ليفــرح الجميــع ملــئ قلوبهــم.الفصــل الرابــع
حفــل التخــرج .
فــي هــذا اليــوم المشــرق منــذ بدايتــه أســتعدت رؤى
وارتــدت ثيابهــا وأكــدت علــى أســرتها اللحــاق بهــا
فــي تمــام الســاعة الخامســة فــي القاعــة المقــام بهــا
الحفــل بالكليــة كمــا أكــدت علــى عمــاد وعروســه
واألســتاذ جميــل حضورهــم جميعــا.
كان ذلــك اليــوم بالنســبة لــرؤى هــو اليــوم العالمــي
(عالمهــا) لتتويــج حلمهــا الــذي تعبــت مــن أجلــه
وانتظرتــه ســنوات..القي العميــد كلمتــه االفتتاحيــة
ثــم بــدأ التكريــم وتســليم الشــهادات والتصويــر
ســلمت علــى رائــد وباركتــه وتمنــت لــه حظــا جيــدا
ثــم جــاء دورهــا وتســلمت شــهادتها وســط فرحــة
ناجــى والدهــا وعمــو جميــل وعمــاد وماريــا وفريــدة
وحســام ووالدتهــا ســحر،بينمــا تحاوطهــا الســعادة
مــن كل جانــب وبعــد انتهــاء الحفــل ومباركــة