قصة يوسف عليه السلام
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين فرجوه أن يتصدق عليهم ويرحم ضعف أبيهم الذي فقد بصر عينيه من فراق أبنائه وحين علموا أنه أخيهم يوسف طلبوا منه الاستغفار لهم فقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وقد أرجع يوسف عليه السلام فعلهم إلى جهلهم وظلمهم لأنفسهم ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه وبشرهم أنه سيعود له بصره وحين رجعوا أحس أبوهم بريح يوسف وألقى البشير القميص على وجه يعقوب عليه السلام فعاد له بصره وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا بيوسف عليه السلام وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمنهم من الخۏف والقحط وجعلهم بجانبه على العرش وألقي إخوته له ساجدين ولما رفعوا رؤوسهم ذكر أباه برؤياه من قبل وحمد الله تعالى على ما أنعمه عليه من الحرية والملك وبأن أصلح الله تعالى بينه وبين إخوته.
امتلأت قصة يوسف بالعبر والمعاني التي ترفع من المستوى الإيماني والأخلاقي والسلوكي للمؤمن وقد ارتكزت هذه القصة على ثلاث محاور أساسية هي الثقة بتدبير الله والصبر على المصېبة وترك اليأس فيتوكل العبد على الله تعالى ويعلم أن كل ما يحصل له فيه حكمة قد يعلمها وقد تخفى عنه وهو في ذلك كله صابر محتسب متوكل على الله تعالى مستسلم لقضائه وقدره وهو لا ييأس من تنزل رحمة الله تعالى عليه فيبقي اتصاله بالله تعالى ودعاءه له حاضرا كما يشكر الله تعالى دائما ويرجع الفضل له أولا وآخرا.
سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم