امرأة لا تخشى الوداع بقلم الكاتبة مــروة أحمـــد
وألختهــا فريــدة،فكانــت تشــعر دومــا أنهــا ابنتهــا
ويجــب أن تحــي بشــكل أفضــل مــن ذلــك بالرغــم
أنهــا تكبرهــا بعاميــن فقــط كان عملهــا فــي تصويــر
الــورق بالمكتبــة بدايــة لشــغفها بالتصوير،اكتشــفت
أن ضبــط األوراق حتــى تصبــح المذكــرة فــي افضــل
نســخة لهــا أمــر تحبــه بشــده،إلــى أن جــاءت تلــك
اللحظــة حينمــا دخــل (عميــل) يحمــل كاميــرة
تصويــر فوتوغرافــي ليقتنــى بعــض األوراق البيضــاء
(كانســون) وأقــام التلويــن،حيــث دار بينهــم هــذا
الحــوار
نعــم لــدى مــا تطلبــه،ولكــن هــل تســمح لــي أن
اجــرب تلــك الكاميــرا الزائــر:
بالطبــع ولكــن احترســي ال تضعــي أضبعــك علــى
صورتــك قابلــة
أردت أن تصبــح
فتحــة التصويــر إذا
للتحميــض والطباعــة،التقطــت رؤى اول صــورة لهــا،
كانــت لبــرواز معلــق علــى إحــدى ارفــف المكتبــة
وحيــن رأهــا عمــاد ســألها مندهشــا،أيــن تعلمــت
التصويــر؟ أخبرتــه رؤى أن هــذه هــي الصــورة األوىل
لهــا
الفصل الثاني لقاء تعارف
أخبرهــا عمــاد بعــد أن اســتلم االوراق واأللــوان،انــه
يحصــل علــى تقديــر ممتــاز كل عــام وســيصبح
معيــدا فــي الكليــة وان والــده لديــه اســتوديو خــاص
بــه وســيعرض هــذه الصــورة عليــه وهــو متأكــد انهــا
ســتحوز إعجابــه مــر أســبوع علــى هــذا اللقــاء،
انشــغلت فيــه رؤى بمدرســتها ودروســها وعملهــا
بالمكتبــة ونســيت تمامــا كل مــا كان بشــأن هــذا
اللقــاء إلــى أن وجــدت ذات يــوم عمــاد ووالــده
يدخلــون عليهــا المكتبــة
عماد:
هــذه رؤى يــا أبــي صاحبــة الصــورة التــي حدثتــك
هــي أول صــورة تلتقطينهــا وظــل طــوال األســبوع
يحثنــي أن أنهــى مشــاريعي حتــى أحضــره إلــى هنــا،
اعتــذر عــن تأخيــر هــذا اللقــاء ولكــن تعلميــن
مشــاريع التخــرج
رؤى:
ال بأس،أهال بكم،يسعدني رؤيتك يا أستاذ.
عماد:
جميل،والدى يدعى جميل،أسف لم أعرفكم
رؤى:
تعرفنــا بمــن؟ وهــل يخفــي القمــر،حضرتــك األســتاذ
جميــل صاحــب فــروع اســتوديوهات جميل الشــهيرة؟
جميل:
لــي صــورة،واعلــم أنهــا ســتكون اجمــل صــورة
التقطــت لــي علــى اإلطــاق مــدت رؤى يدهــا
للحصــول علــى الكاميــرا بيــد مرتجفــة تــكاد تســمع
دقــات قلبهــا،ولكنهــا ركــزت علــى مــا تقــوم بــه
.نظــرت فــي عدســة الكاميــرا ويدهــا مقوســة قليــا
تديــر العدســة يمينــا ويســارا بمقــدار مللــي واحــد
حتــى تضبــط الــكادر رفعــت إضــاءة المكتبــة قليــا
طلبــت مــن أســتاذ جميــل أن يكــون هادئــا مبتســما
ينظــر إلــى العدســة بثبــات واا كمخــرج محتــرف
يصيــح أكشــااان التقطــت رؤى صــورة األســتاذ
جميــل قبــل أن يبــدأ هــذا األخيــر بالتملمــل،نظــر
جميــل لصورتــه داخــل الــكادر بدهشــه حقيقيــة ثــم
تــرك الكاميــرا وصفــق بشــدة لــرؤى وهــو يضحــك
قائــا:
أخيــرا حصلــت علــى الصــورة التــي حلمــت بهــا مــن
زمان.
ضحكــت رؤى بســعادة حقيقيــة،فهــي لــم تكــن
تتوقــع هــذا االستحســان لمســتواها،كمبتــدأة عــرض
عليهــا جميــل قبــول التدريــب لديــه فــي االســتوديو
ولكنهــا تــرددت قليــا،فذلــك يعنــى أنهــا ســتتنازل
عــن اجــر المكتبــة اســتفاقت مــن شــرودها علــى
صــوت األســتاذ جميــل يحدثهــا:
يــا رؤى أنــا أريــدك أن تنضمــي إلــى فريــق
العمــل لــدى باالســتوديو فأنــا اختــار فريقــي مــن
الموهوبيــن،التصويــر ليــس فقــط مهنــة ولكنــه فــي
األســاس موهبــة وانــت لديــك موهبــة فائقــة وســتنمى
مــن خــال التدريــب فــي االســتوديو،واختيــارى
للموهوبيــن هــو مــا جعــل اســتوديوهات جميــل
تحظــى بهــذا التوســع علــى مــدار الســنوات الماضيــة
رؤى:
ال يمكــن ألحــد أن يرفــض مثــل هــذا العــرض وهــذه
الثقــة يــا أســتاذي ولكــن اقصــد لكنــى..
قاطعها جميل:
زلــت فــي ســنوات
نعــم اعلــم يــا بنتــى انــك مــا
الدراســة وبالتأكيــد لديــك التزامــات بمذاكرتــك
ًوالتزامــات ماديــة أيضــا،وانــا اضمــن لــك راتبــا منــذ
بدايــة تدريبــك معنــا ..كمــا أن وقتــك باالســتوديو
لــن يتعــدى الثــاث ســاعات فــي أيــام الدراســة
وســنعوض الفــارق فــي اإلجــازات اعتــرض عمــاد
صائحــا:منــذ متــى يــا أبــي وانــت تتعامــل بمبــدأ
الخيــار والفاقــوس،أنــا ابنــك لــم احصــل علــى ربــع