السبت 23 نوفمبر 2024

‫امرأة لا تخشى الوداع‬ بقلم الكاتبة ‫مــروة أحمـــد‬

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

وألختهــا فريــدة‪،‬فكانــت تشــعر دومــا أنهــا ابنتهــا‬
‫ويجــب أن تحــي بشــكل أفضــل مــن ذلــك بالرغــم‬
‫أنهــا تكبرهــا بعاميــن فقــط كان عملهــا فــي تصويــر‬
‫الــورق بالمكتبــة بدايــة لشــغفها بالتصوير‪،‬اكتشــفت‬
‫أن ضبــط األوراق حتــى تصبــح المذكــرة فــي افضــل‬
‫نســخة لهــا أمــر تحبــه بشــده‪،‬إلــى أن جــاءت تلــك‬
‫اللحظــة حينمــا دخــل (عميــل) يحمــل كاميــرة‬
‫تصويــر فوتوغرافــي ليقتنــى بعــض األوراق البيضــاء‬
‫(كانســون) وأقــام التلويــن‪،‬حيــث دار بينهــم هــذا‬
 ‫الحــوار‬

 ‫رؤى‪:‬‬
‫نعــم لــدى مــا تطلبــه‪،‬ولكــن هــل تســمح لــي أن‬
 ‫اجــرب تلــك الكاميــرا الزائــر‪:‬‬
‫بالطبــع ولكــن احترســي ال تضعــي أضبعــك علــى‬
‫صورتــك قابلــة‬
 ‫أردت أن تصبــح‬
  ‫فتحــة التصويــر إذا‬
‫للتحميــض والطباعــة‪،‬التقطــت رؤى اول صــورة لهــا‪،‬‬
‫كانــت لبــرواز معلــق علــى إحــدى ارفــف المكتبــة‬
‫وحيــن رأهــا عمــاد ســألها مندهشــا‪،‬أيــن تعلمــت‬
‫التصويــر؟ أخبرتــه رؤى أن هــذه هــي الصــورة األوىل‬
 ‫لهــا‬
 ‫الفصل الثاني لقاء تعارف‬
‫أخبرهــا عمــاد بعــد أن اســتلم االوراق واأللــوان‪،‬انــه‬
‫طالبــا بالســنة النهائيــة فــي الفنــون الجميلــة‪،‬وانــه‬
‫يحصــل علــى تقديــر ممتــاز كل عــام وســيصبح‬
‫معيــدا فــي الكليــة وان والــده لديــه اســتوديو خــاص‬
‫بــه وســيعرض هــذه الصــورة عليــه وهــو متأكــد انهــا‬
‫ســتحوز إعجابــه مــر أســبوع علــى هــذا اللقــاء‪،‬‬
‫انشــغلت فيــه رؤى بمدرســتها ودروســها وعملهــا‬
‫بالمكتبــة ونســيت تمامــا كل مــا كان بشــأن هــذا‬
‫اللقــاء إلــى أن وجــدت ذات يــوم عمــاد ووالــده‬
 ‫يدخلــون عليهــا المكتبــة‬
‫عماد‪:‬‬
‫هــذه رؤى يــا أبــي صاحبــة الصــورة التــي حدثتــك‬
‫عنهــا عمــاد محدثــا رؤى‪:‬أبــي لــم يصــدق أن هــذه‬
‫هــي أول صــورة تلتقطينهــا وظــل طــوال األســبوع‬
‫يحثنــي أن أنهــى مشــاريعي حتــى أحضــره إلــى هنــا‪،‬‬
‫اعتــذر عــن تأخيــر هــذا اللقــاء ولكــن تعلميــن‬
 ‫مشــاريع التخــرج‬
 ‫رؤى‪:‬‬
‫ال بأس‪،‬أهال بكم‪،‬يسعدني رؤيتك يا أستاذ‪.‬‬
‫عماد‪:‬‬
 ‫جميل‪،‬والدى يدعى جميل‪،‬أسف لم أعرفكم‬
 ‫رؤى‪:‬‬
‫تعرفنــا بمــن؟ وهــل يخفــي القمــر‪،‬حضرتــك األســتاذ‬
‫جميــل صاحــب فــروع اســتوديوهات جميل الشــهيرة؟‬
  ‫جميل‪:‬‬


‫نعــم يــا بنيتــي وأنــا هنــا لديــك اآلن حتــى تلتقطــي‬
‫لــي صــورة‪،‬واعلــم أنهــا ســتكون اجمــل صــورة‬
‫التقطــت لــي علــى اإلطــاق مــدت رؤى يدهــا‬
‫للحصــول علــى الكاميــرا بيــد مرتجفــة تــكاد تســمع‬
‫دقــات قلبهــا‪،‬ولكنهــا ركــزت علــى مــا تقــوم بــه‬
‫‪.‬نظــرت فــي عدســة الكاميــرا ويدهــا مقوســة قليــا‬
‫تديــر العدســة يمينــا ويســارا بمقــدار مللــي واحــد‬
‫حتــى تضبــط الــكادر رفعــت إضــاءة المكتبــة قليــا‬
‫طلبــت مــن أســتاذ جميــل أن يكــون هادئــا مبتســما‬
‫ينظــر إلــى العدســة بثبــات واا كمخــرج محتــرف‬
‫يصيــح أكشــااان التقطــت رؤى صــورة األســتاذ‬
‫جميــل قبــل أن يبــدأ هــذا األخيــر بالتملمــل‪،‬نظــر‬
‫جميــل لصورتــه داخــل الــكادر بدهشــه حقيقيــة ثــم‬
‫تــرك الكاميــرا وصفــق بشــدة لــرؤى وهــو يضحــك‬
  ‫قائــا‪:‬‬
‫أخيــرا حصلــت علــى الصــورة التــي حلمــت بهــا مــن‬
  ‫زمان‪.‬‬
‫ضحكــت رؤى بســعادة حقيقيــة‪،‬فهــي لــم تكــن
‫تتوقــع هــذا االستحســان لمســتواها‪،‬كمبتــدأة عــرض‬
‫عليهــا جميــل قبــول التدريــب لديــه فــي االســتوديو‬
‫ولكنهــا تــرددت قليــا‪،‬فذلــك يعنــى أنهــا ســتتنازل‬
‫عــن اجــر المكتبــة اســتفاقت مــن شــرودها علــى‬
 ‫صــوت األســتاذ جميــل يحدثهــا‪:‬‬
‫يــا رؤى أنــا أريــدك أن تنضمــي إلــى فريــق‬
‫العمــل لــدى باالســتوديو فأنــا اختــار فريقــي مــن‬
‫الموهوبيــن‪،‬التصويــر ليــس فقــط مهنــة ولكنــه فــي‬
‫األســاس موهبــة وانــت لديــك موهبــة فائقــة وســتنمى‬
‫مــن خــال التدريــب فــي االســتوديو‪،‬واختيــارى‬
‫للموهوبيــن هــو مــا جعــل اســتوديوهات جميــل‬
‫تحظــى بهــذا التوســع علــى مــدار الســنوات الماضيــة‬
 ‫رؤى‪:‬‬
‫ال يمكــن ألحــد أن يرفــض مثــل هــذا العــرض وهــذه‬
 ‫الثقــة يــا أســتاذي ولكــن اقصــد لكنــى‪..‬‬
  ‫قاطعها جميل‪:‬‬
‫زلــت فــي ســنوات‬
 ‫نعــم اعلــم يــا بنتــى انــك مــا‬
‫الدراســة وبالتأكيــد لديــك التزامــات بمذاكرتــك‬
   ‫ً‬‫والتزامــات ماديــة أيضــا‪،‬وانــا اضمــن لــك راتبــا منــذ‬
‫بدايــة تدريبــك معنــا ‪..‬كمــا أن وقتــك باالســتوديو‬
‫لــن يتعــدى الثــاث ســاعات فــي أيــام الدراســة‬
‫وســنعوض الفــارق فــي اإلجــازات اعتــرض عمــاد‬
‫صائحــا‪:‬منــذ متــى يــا أبــي وانــت تتعامــل بمبــدأ‬
‫الخيــار والفاقــوس‪،‬أنــا ابنــك لــم احصــل علــى ربــع‬

10 

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات