الفرق بين العمل والفعل
تحتاج قراءة القرآن وحفظه إلى وقت وتفرغ حسب الطاقة ويجب المواظبة على القراءة والحفظ لتثبيت القرآن في القلب فمن دون الحفظ سيتفلت القرآن ويتم نسيانه يقول صلى الله عليه وسلم تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها ومعنى تفصيا أي تفلتا وخروجه من صاحبه بمعنى نسيانه. كان السابقون من الصحابة يتعلمون عشر آيات فقط في كل مرة ليسهل عليهم العمل بها وتطبيقها واتقانها ويستمروا في التدبر والحفظ وقد علم السلف الصالح بأن الشيطان يسعى لأن ينسوا ما حفظوا لقوله صلى الله عليه وسلم بئس ما لأحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي. ولذلك اجتهد الصحابة ومن تبعهم في قراءة القرآن وحفظه حتى أن أحدهم كان يقوم بالقرآن كله في ليلة واحدة وآخر يختم القرآن مرتين في كل يوم في رمضان. حسن تدبره يقول الله تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ويقصد بتدبر القرآن التأمل فيه والتفكر والتبصر في معانيه وأحكامه وآياته. وتدبر القرآن سنة نبوية تنعكس على صاحبها بالقلب المنشرح والعلم الوافر فالتدبر منزلة أعلى من مجرد القراءة والحفظ وتحتاج إلى إعمال للعقل والقلب عند الوقوف على آيات الله تعالى. وترك التدبر للقرآن الكريم علامة من علامات القلب المقفل القاسې لقوله تعالى أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها وقد كان عليه الصلاة والسلام يطبق التدبر بشكل عملي في صلاته فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام كما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ. تطبيق أحكامه يقول الله تعالى الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون وقد فسر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الآية السابقة فقال والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه فبين أن حق تلاوة القرآن تكون بالعمل بما دل عيله من الحلال واجتناب ما دل عليه من الحړام. يقول الحسن البصري أنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا فالقرآن الكريم لم ينزل لكي يقرأ فقط ويترك عند العمل وهذا مما ابتلي به بعض ممن يقرأ القرآن بأن يجعل عمله القراءة ويترك العمل بما قرأ فلا التزم بترك الحړام ولا أقام حدود الله تعالى فيما قرأ من القرآن. الأدب في تلاوته لتلاوة القرآن الكريم مجموعة من الآداب على القارئ أن يعتني بها ليحصل أقصى فائدة من تلاوته وهذه الآداب من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم عند تطبيقها ومنها ما يأتي اختيار المكان والزمان التي يحصل بهما انشراح الصدر بتلاوته. الحرص على طهارة في البدن والثياب والمكان. إخلاص النية لله