لهذه الأسباب نحب أو نكره عطراً معيّناً!
من العوامل المؤثّرة أيضاً في هذا المجال نذكر الموضة، فبعض النفحات تحظى بشعبيّة أكبر في فترة معيّنة وأبرز دليل على ذلك أن الموضة حالياً في مجال العطور النسائية هي للنفحات الزهريّة والشهيّة أما بالنسبة للرجال فالأفضليّة منذ سنوات هي للعطور الخشبيّة التي بدأت تدخل عليها مؤخراً بعض النفحات الزهريّة.
لماذا نتوقّف عن شمّ رائحة عطرنا؟
يعتمد الأنف على مئات المُستقبلات الشميّة لتحديد كل رائحة تُطالعنا خلال اليوم. عند استيعاب الدماغ لهذه الرائحة على أنها غير ضارّة، يقوم بإرسال إشارة إلى الأنف مفادها أنه قادر على الانتقال لتحليل رائحة أخرى على أن يبقى مُتيقظاً في حال مواجهة أي خطړ. هذه هي الطريقة التي يعمل بها نظامنا الشمّي وهي الطريقة نفسها التي يتعامل بها الدماغ مع العطر الذي نضعه عادةً والذي يُصنّفه على أنه رائحة طبيعيّة ومُعتادة. وهذا يعني أن العطر الذي نستعمله بشكل يومي يتحوّل إلى رائحتنا الخاصة بالنسبة إلى دماغنا. هذا الأمر لا يدلّ على أن عطرنا فقد فعاليته ولكن أن دماغنا اعتاد عليه ولم يعد يقوم بأي مجهود لتحديده. التعوّد على عطر معيّن يعني بكل بساطة أنه أصبح جزءاً من شخصيتنا وهذا ما يُفسّر أن دماغنا غير قادر على تحديد رائحة معيّنة دون ربطها بصورة أو شعور.
كيف نستطيع شمّ رائحة العطر من جديد:
لنتمكّن من شمّ رائحة عطر اعتدنا عليه يمكن أن نُبدّل في طريقة استعماله، فبدل رشّه على نقاط النبض كما نفعل عادةً يمكن أن نبدأ برشّه على الثياب والشعر أو حتى في الهواء قبل أن نعبر في السحابة العطريّة التي يكوّنها. يمكن أيضاً استعمال أكثر من عطر واحد مع بعض مما يُخفّف من الاعتياد على الرائحة التي يتمّ الحصول عليها، أو أن نستعمل المستحضرات المُكمّلة للعطر التي تجعلنا نختبره بصيغ مُتعدّدة وتُحضّر الدماغ على استكشاف هذه الصيغ الجديدة بدل أن يعتاد على صيغة العطر الأساسيّة.
هناك ظاهرة أخرى تؤثر على اختياراتنا في عالم العطور وتعتمد على مفهوم "التشبع"، يمكن أن نبدأ بعدم تفضيل عطر معين في البداية، ولكن مع الاعتياد عليه، قد ننتهي بحبه.
يعتمد الأنف على المئات من المستقبلات الشمية لتمييز الروائح التي نتعرض لها، عندما يتعرف الدماغ على رائحة معينة يرسل إشارة للأنف للسماح له بالانتقال إلى رائحة أخرى؛ لهذا السبب، يعتاد الدماغ على العطور التي نستخدمها بشكل يومي، وبالتالي تصبح هذه الروائح جزءًا من شخصيتنا.
ومن جِهةٍ أخرى، تلعب الموضة دورًا أيضًا في تحديد تفضيلاتنا للعطور، إذ تزداد شعبية بعض الروائح في فترات زمنية معينة أكثر من غيرها.