رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي
انت في الصفحة 2 من صفحتين
هل تعرفينها؟
رأيتها قبل ذلك؟
سألقي بك في الشارع! سأعذبك! سا، سا، سا.
انهارت شروق تحت وقع التهديدات لتصرخ باكيه.
قلتي لي خذي الأطفال للغرفة العلوية ولا تسمحي لهم بالخروج ابدا، بعدها لمحت تلك المرأة تدخل الفيلا، قلت ربما ستأكلهم؟
تأكلهم؟
أجل ! تأكلهم، لقد رأيت اسنانها، كانت نبرة شروق جاده مما دفع نرجس للضحك.
وانا احبهم مثل طفلي.
تأملتها نرجس للحظه، ملامحها التي باتت صادمه، راقبي الأطفال يا شروق ولا تتدخلي في ما لا يعنيكي، تخلت نرجس عن كل تهديداتها دفعه واحده، تابعت شروق تتهادي خلف طفليها تحاول اللحاق بهم بعد أن هاجمتها الأمراض وربع فكره تطوف بعقلها ان شروق ربما جنت.
بالحديقة الكبيرة وحيث كان يعمل احمد بجد كل يوم متحفز بكلمات سيدته المشجعة والتي يحاول كسب رضاها بعد أن تحولت إلى بطلته الكبيرة وسقوط والدته من حساباته التي تفضل الطفلين عليه، كان يتمني ان تكون نرجس والدته الفعلية.
حاول أن يكون خادمها المطيع رغم صغر سنه، كانت أول حروف الهجاء التى ستمكنه من قرأت العالم.
كان يتابع الأخوين يلعبون بالحديقة تحت أعين والدته وكان بتلك المرحلة يتبادلان كلمات متفرقه لكن غير مسموح له باللعب معهم، خلال عمله طوال النهار كان يحاول ان لا يفوت حركه واحده من التى تقوم بها كارمه، كان يوليها كل اهتمامه دون أن يخفى رغبته الجامحة بضرب مصطفى أخيها اذا قام بإزعاجها.
كان يتمني ان تسنح له الفرصة ان يلعب معها مره واحده، ان يركض اسرع من أخيها ويبهرها.
مع الايام تعلم أن هناك الكثير من الأحلام التي لا تتحقق.
نرجس التي كانت لاحظت قوته وشدته والتي تفوق عمره بدأت تقربه منها، تؤثره بالأموال، المهام الصعبة، بعض الجلسات اللطيفة الناعمة، كان قد حاذ اعجابها لدرجة كبيرة.
راحت الأمراض تتكالب على شروق وكانت تنتابها مشاعر غريبة تجاه الطفلين، مصطفى وكارمه، مشاعر كانت تتعدى وظيفتها كخادمه متواضعة، كان قلبها ينخلع من مكانه اذا مرض أحدهم او جرح نفسه أثناء اللعب،