"حسين الشرع: والد الجولاني بين الإرث العائلي ورؤية الدولة المدنية!"
من هو حسين الشرع والد "الجولاني"؟
◼️منذ عدة سنوات، لم يعد أبو محمد الجولاني، قائد "جبهة النصرة" ثم "جبهة فتح الشام" وأخيرًا "هيئة تحرير الشام"، شخصية مجهولة النسب كما كان يُشاع.
▪️فقد اتضح أن اسمه الحقيقي هو أحمد، وأنه ينتمي لعائلة جولانية نزحت إلى دمشق عقب حرب 1967. لكن ما يثير الفضول هو والده، حسين الشرع، الذي يُعتبر خبيرًا اقتصاديًا بارزًا في مجال النفط.
▪️وُلد حسين الشرع عام 1944 في مدينة فيق حوران، عاصمة الزويّة جنوب سوريا، لعائلة عريقة مشهورة بالعلم.
▪️ تنحدر عائلته من سلالات تتصل بآل بيت النبوة، ولها مكانة مرموقة في المنطقة، حيث كانت تلعب دورًا هامًا في حل الخلافات ولها علاقات وثيقة مع معظم العائلات في حوران والأردن وفلسطين ودمشق. كان والده، علي الشرع، من كبار ملاك الأراضي، حيث امتلكت العائلة حوالي 85% من أراضي فيق.
تلقى حسين تعليمه في الكتّاب، حيث تعلم العمليات الحسابية، ثم أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في ثانوية فيق. كما تم انتخابه لعضوية مجلس محافظة القنيطرة، وفي عام 1973 ترشح لمجلس الشعب لكنه لم يُوفق بسبب عدم انتمائه لحزب البعث، مما أدى إلى اعتقاله في سجون النظام.
▪️حسين الشرع كاتب أيضًا، وله عدة مؤلفات متخصصة في مجال النفط. بعد فترة انقطاع، عاد ليصدر كتابه "قراءة في القيامة السورية"، حيث يعبر عن رؤيته لحل المسألة السورية من خلال بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تعتمد على المواطنة.
▪️يتضح من أفكاره أنه يختلف تمامًا عن مسار ابنه أحمد، إذ يدعو حسين إلى دستور جديد يضمن استقلال البلاد واحترام الحريات والتعددية السياسية، ويجب أن تكون المؤسسات خاضعة للقوانين بعيدًا عن تدخل الجيش وقوات الأمن في السياسة.
▪️كان حسين الشرع من الشخصيات الفاعلة في المظاهرات ضد النظام، حيث كانت المظاهرات تتجدد في مناسبات عديدة، مما أدى إلى تعرضه لمحاولة اغتيال، نجا منها بأعجوبة.
تُظهر قصة حسين الشرع الفجوة الكبيرة بين جيلين، حيث يمثل الأب رؤية سياسية تسعى إلى بناء دولة مدنية، بينما يتبنى الابن مسارًا مختلفًا تمامًا. هذه الديناميكية تعكس التحديات التي تواجه المجتمع السوري في ظل الأوضاع المتغيرة، وتبرز الحاجة إلى حوار شامل لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
