رواية علي اوتار قلبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم هنا سلامة
بس كدة كدة أنا هد"مر العلا"قة دي بأي تمن.. وبأي طريقة
تهاني إبتسمت ومدت لها إيدها وقالت: كدة بقى نبقى إيد واحدة بجد.. بنلعب على مصلحة واحدة.. وهي رجوع شجن
يُسرا جت تحط إيدها في إيد تهاني.. لكنها تو"ترت وقالت: بس لو في حاجة تانية لسة مش عرفاها.. يا ريت تبلغـ"يني عشان نلعب في طريق واحد بجد !
تهاني ببساطة: لا مفيش.. شجن حامل بس
بر"قت يُسرا بصد@مة، حست بصعـ"قة إحتلت جسمها... أطرافها تلجت رغم إن جبينها بيصب عرق.. حاسة إن في عا"صفة هجمـ"ت عليها بدون إعلا"ن أي نسمات هواء باردة حتى.. بل أقبلت عليها بما لا تشتـ"هي السفن..
لية تد"مري الباقي من سمـ"عتي ! أبوكِ يتجوز الخدا"مة وأنتِ تبقي حامل وتهر"بي قبل فرحك عشان كدة !! لية؟؟ لية !
حست يُسرا إنها مش قادرة تقف على رجلها، فـ سندتها تهاني وقالت بلؤ"م: لا يا ست الهانم.. إمسكي نفسك كدة وأُصلُبي طولك.. إلي جاي أقول من إلي راح..
ولو عاوزة بنتك ترجع من غير كلام كتير وقيل وقال والحكاية الرواية.. يبقى لازم تنفـ"ذي معايا..
عشان كدة لازم ترجع تلاقي فخر باشا مش متجوز من وتر.. وهي في الشهر السابع دلوقتي.. يعني لازم نخلص في أقرب وقت.. فاهمة؟؟
لكن جواها حر"ب قا"يدة..
بين لهفتها إنها تشوف شجن وتضمها وإنها كان نفسها تكون مرات فخر وتجيب منه طفل يشيل إسمُه..
وبين غضبها وسـ"خطها عليها، نفسها تشوفها وتديها قلـ"م لحد ما فكها يتـ"خلـ"ـع بين إيدها.. يمكن تديلها درس..
بس للآسف يُسرا مدتش لشجن أي دروس في الآ"دب والأخلاق لإنهم كانوا منعد"مين عندها..
لذلك الحياة هتبقى مدرسة داخلي قا"سية عليهم.. وهتكون نهايتهم بشهادة مع مرتبة الخيا"نة والغد"ر والجـ"شع.. والأنا"نية..
....
قامت وتر من حُضن فخر، كانت الشمس دخلت بإشا"عتها الحا"رة بتتوغل في أوضتهم وبتلمع في عيونها..
فضلت تتأملُه بحُب.. أناملها سر"قت لحظات وثواني من الزمن في التعرف على ملامحُه بهدوء..
با"ست جبينه ونامت على كتفه من تاني..
كُل ما تقا"وم حبها لُه ترجع مهزو"مة تاني بين أحضانُه..
لمست إيدُه بحنان وقالت بصوت خافت هامس.. يمكن بالنسبة لدقات قلبها مكنش فيه أعلى منها صوتًا
وتر بهيا"م وحالة عشـ"ق خالصة: فخر.. عارفة إنك مش سامعني.. يمكن عشان كدة أقدر أقولك كل إلي جوايا.. إلي قولته بيني وبين نفسي ألف مرة ومقدرتش أقوله ليكِ..
بعدين لقيتك بتتقدم لشجن.. شوفت إنها بنت من عيلة غنية.. فرفوشة وهتكـ"سر ملل حياتك وخطو"رة شغلك.. وفي نفس الوقت واضح إنها ملهاش علا"قات سابقة..
على عكسي شوفتني قا"سية، جد، مش بقول كلمة عدل.. أحيانًا د"بش.. ومن يوم دخلوك بيتنا على إنك عريس لشجن إلي المفروض كنت فكراها أختي.. حر"مت قلبي إنه يدق لك.. أو حتى يفكر فيك... حاولت أبعدك عن تفكيري.. لكن مقدرتش.. دي كانت أصعب فترة في حياتي، رغم إني شوفت كتير قسو"ة من الدنيا.. بس كنت بقول يمكن تكون كويسة معايا في يوم.. لكن بعد ما دا"ست على قلبي.. وخلت حبيبي خطيب أختي.. حسيت إن الدنيا كر"هاني.. كنت بتمنى أمي إلي معرفهاش أمو"ت في بطنها.. أو بدل ما تتخـ"لى عني وتر"ميني في الملجأ.. كانت تر"ميني في النيل.. أو تحت عربية.. مكنتش هتفرق..
بس لما كنت بروح لتدريبات العزف وأعزف.. كنت بتخيلك في كل لحن.. فـ بتدمني بشغف غريب..
الحياة أة كانت قا"سية عليا..
لكن قدر، وتدبيرات ربنا دايمًا أحسن.. وبالرغم من كل شيء..
بصت على ملامحه.. تخيلت نفسها بتغر"ق فيها وبتحاول تمسك رموشُه الكثيفة وتطلب منها النجـ"دة لكنه فتح عيونه بهدوء فـ عرفت إنها هتهر"ب من بحر ملامحه لمُحيط عيونُه..
قال فخر بصوت مبحوح: كملي.. سامعك
إتو"ترت وتر وغمضت عيونها وإتنهدت وهو بيشد على إيدها وبيدخلها في حضنُه.. وقالت بإبتسامة: إلتقينا.. لكن ماإنتهينا ! بالعكس.. كُنت ليا الحياة في وقت كنت بخرج آخر نفـ"س فيا.. والظر"وف بتفتح لي قبـ"ر.. ويُسرا هانم بتطلع لي شهادة وفا"ة رغم إني لسة فيا النفس !
دموعها نزلت بضعف، فـ با"س راسها وقال قُدام وشها: وتر..
وتر من وسط دموعها بصوت محشر"ج من الدموع: نعم؟
فخر بإبتسامة وهو بيمـ"سح دموعها بببطن إيدُه: لا دة أنا بس بحب أنطق إسمك.. وأتأكد إنك معايا.. وإن الإسم دة هيفضل مربو"ط بإسمي طول العمر.. بأغلا"ل عشق أسر"تيني بيهم من أول لحظة شوفتك فيها..
لكن كنت دايمًا بحس إنك مش طيقا"ني، مش قبلا"ني.. الفترة إلي قابلت شجن فيها في الچيم أبويا كان بيز"ن عليا..
عاوز أشوفك عريس..
عاوز أشوف عيالك يا باشا..
يا إبني العمر بيعدي وأنا نفسي أطمن عليك مع واحدة كويسة..
طول ما أنتَ دماغك في الشغل بس هنروح في دا"هية..
ضحكت وتر وهي بتتخيل كامل باشا وفخر بيقلدُه بسخرية.. بعدين كمل بحُزن: ساعتها أخدت قرار مكنتش أعرف إنه هيبقى قرار يد"مر حياتي.. يفـ"سد قلبي..
وقولت هخطب شجن.. حسيت إنها ريداني وشوفت إنها من عيلة كويسة وبابا كان يعرف سليمان باشا.. فـ كان مرحب.. رغم عدم إرتياحي ليُسرا ولا لشجن شخصيًا بشكل كامل.. لكني حبيت إهتمامها.. أة كانت بتعصبني كتير وبتغـ"يظني في لبسها وخروجتها وطريقتها... لكن وعدت نفسي إني هغير.. وبصراحة كان خلاص.. نفسي فعلًا أكون أب.. وهي كمان حسيت إن نفسها في كدة.. وشوفت إني ممكن أغيرها وتكون أم وزوجة كويسة..
حسيت إني معجب بإختلافها عني.. أنا آة مجنو"ن بس هي مجنو"نة 24 ساعة في ال 24 ساعة..
هي كانت مختلفة يمكن عشان كدة حبيت وجودها..
لكن إلي كانت دايمًا عليها علامة إستفهام بالنسبة ليا أنتِ..
عمري ما كنت قادر أفهمك.. طيبة ولا شر"يرة.. متواضعة ولا مغرو"رة !
هادية ولا مجنو"نة !
ساعات كنت بستغرب إختفائك من أي تجمع عائلي بينا.. لكن كنت بقول يمكن مش قبلا"ني، يمكن بتخاف من حد"تي !
مع ذلك كان فضولي تجاهك بيزيد يوم عن يوم..
يوم الفرح لما عرفت إنك إلي بقيتي مراتي.. قلقت.. خوفت.. كنت غضبا"ن من شجن.. لكن جوايا شعور لذيذ تجاهك !
كنت بد"فنه وبتجا"هله..
أنقـ"ذتك من الإنتحا"ر لإنه كان واجب عليا.. لكن معرفش لية فضولي كبر ناحيتك أكتر وأكتر...
كنت مختلفة بس بطريقة غير شجن نهائي..
مختلفة بطريقة مش حابب أغيرها، مجنو"نة بطريقة مش أ"ذياني نهائي..
كنت حاسك حنينة، طيبة، جدعة، خدومة أوي..
دة غير إن جمالك كان خاص..
أول يوم قربت منك فيه.. عرفت إن في حاجة أقوى من رُصا"ص سلا"حي.. وهي عينك إلي كان مطلية بلونُه ومُفعـ"مة بقو"تُه..
بعد ما عرفت خيا"نة شجن ليا كنت حاسس إني منها"ر وغضبا"ن.. جوايا آ"لم.. آة هو لسة موجود لكن ربنا يعلم.. لولا وجودك كان زماني عملت في روحي حاجة..
بس وجودك جمبي حسسني إن في حاجات أحسن بكتير من شجن.. وإن أكيد القدر عاوزني معاكِ... زي ما عقلي وقلبي إتحدوا عليا.. آة شهرين قليل.. بس أنا حبيتك فيهم.. حسيت إن الحياة من غيرك صعبة..
لدرجة إن أبويا لاحظ تغيري.. بس مكنش بيعلق.. كان بيبتسم وهو مبسوط إنه شايفني بعشـ"ق وبحب لأول مرة في حياتي..
أنا طول عمري دا"فن نفسي في الشغل، حتى في مراهقتي د"فنت نفسي بين الكتب والمذاكرة..
عُمري ما حبيت ولا عرفت معنى الحُب غير لما حبيتك وبس...
كنت بو"هم نفسي إني بحب شجن، عشان بس أعمل بيت وعيلة.. لكن إكتشفت إن البيت والعيلة لازم يبقى قائم عليهم إتنين بيحبوا بعض.. بيخافوا على بعض.. حتى إختلافهم مش أ"ذيهم..
وتر إبتسمت بحُب وقالت: هتبقى أحلى أب.. أنا مُتأكدة.. أنتَ حنين وطيب وجميل أوي.. يا ريتني قبلتك من زمان يا فخر
بادلها الإبتسامة وقال: أوعدك هعو"ضك عن كل إلي فات.. هكون ليكِ كل شيء وأي شيء.. الأب والأم، الصديق والحبيب، ملجأك، هستحملك في كل حالة وعلى أي حال..
ضـ"مها أكتر بحب وقال: يا ريت نفضل سوا طول العُمر ومفيش حاجة تفرقنا عن بعض..
وتر بتنهيدة وهي بتقوم: إحنا لو فضلنا كدة مش هننزل القاهرة.. أنا ورايا حاجات كتير وأنتَ خلاص أجازتك خلصت فـ يلا قوم
قام فخر بإرهاق ودخلت وتر الحمام، فَـ لقى موبايله بيرن.. وكالعادة أبوه..
فخر بسعادة: يا صباح الخير يا حج كامل
كامل بسُخر"ية: لسة فاكر أبوك؟؟ نايم في العسل أنتَ..
بص فخر على مكان وتر وإبتسم وبعدين قال: بصراحة آة.. بتمتع شوية بالبت إلي حيلتي يا بابا
كامل إتنهد بإرتياح وقال: ربنا يديمكم لبعض يا حبيبي.. أنتَ مش متصور فرحتي عاملة إزاي.. ومش هتتصور فرحتي هتزيد إزاي لما يبقى ليا ولي عهد.. سواء أمير جميل أو أميرة جميلة كدة شبه وتر
فخر بغـ"مزة: والله لأجيبلك من كل نوع خمسة.. وتؤام ملتصق كمان.. حاجة تانية؟
قام وقف في المراية وهو بيبص على دقنه، فَـ قال كامل بضحك: يلا على البركة.. المهم تروح الشغل ولو تسمح تركز في الشغل وفي وتر وبس.. وتنسى أي حاجة فاتت
عقد فخر حواجبه وكشـ"ر: لا والله؟ مش عاوزني أخد حـ"قي؟؟ دة أنتَ يا حج كامل إلي معلمني إني أجيب حـ"قي لو كان فين !
كامل بصر"امة ولُغة نُصح وقـ"لق على إبنُه: لازم تفهم إن شجن ويُسرا وكل إلي حواليك أنت ووتر دول تعا"بين ! حر"ام عليك تعيش في صر"اع أنتَ ومراتك ملوش لازمة..
فخر إتنهد بضـ"يق وعصبية طفيـ"فة: طيب بعدين أكلمك يا بابا عشان ألبس وننزل على القاهرة..
كامل بتنهيدة: طيب..
قفل فخر المُكالمة، فـ طلعت وتر وهي بتنشف شعرها، وإبتسمت لفخر في المراية إلي كان واقف ماسك الموبايل وسر"حان..
وتر بإستغراب: فخر.. فخر.. حبيبي !
فجأة فاق فخر من تفكيرُه وقال بلـ"غبطة: نعم با حبيبتي؟
وتر بضحك: أنا خلصت الحمام.. لو عاوز تدخل
فخر ببرود: طيب
وتر بإستغراب: مالك؟ كنت بتكلم مين كدة !
فخر بلامُبالاة وهو بياخد البو"رنص من على السرير: بابا
دخل الحمام فـ عقدت وتر حاجبيها: هو مالُه !
.... #هنا_سلامه.
شجن كانت قاعدة على الأرض وقدامها طبلية عليها فرختين.. رُز.. ملوخية ريحتها تجـ"نن.. ومخلل ليمون معصفر وعيش طازة..
رفـ"ص الطفل في بطنها فـ قالت بتعب: طيب هناكُل أهو يا قلب ماما.. حاضر
قالت كدة ومسكت الفرخة قسمتها نُصين، وقالت بشراهة: ياااه... الواحد جعان كإنه مكلش بقاله سنين..