السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

 

اتجهت إليها الممرضة تخرجها إلى الخارج … لتسير معها بجسد بلا روح …. وتلك الصد@مة قد احتلت جميع جوارحها سيطرت الرعشة على جسدها … تستند إلى الممرضة بصمت … وقد خارت قواها … شاعرة أن قدميها لم تعد تحملها …
هبت واقفة تقول بغضب …
-يعني أيه بيخدعوه قدامنا كلنا !!! أنا هروح أفهمه كل حاجة !!
وقف الطبيب يقول بأسف شديد:
– للأسف المريض مش هيستحمل الكلام ده … ده لسه خارج من عمليات صعبة جداااا ماينفعش نلخبط الأمور وهو خارج من عمليه صعبه كدا !! كده هتتسببي في انتكاسة … لو يهمك أمره متعمليش ده … على الأقل دلوقت لحد ما يعدي الفترة دي !!

راقب “سيف” الحديث ليقول متسائلا !
-أيوه بس ده عارف حاجات غلط تماما … !! ده هيأثر علي حاجات كتير جدااا …. !!
رفع الطبيب أكتافه ليكمل “سيف” بغضب:
-وفترة الفقدان دي قد أيه تقريبا !! يعني ذاكرته ترجعله إمتي !!
رفز الطبيب أنفاسه معلقا:

-ده مع الوقت … يعني بشكل تدريجي وطول إن مفيش ضغط عليه يعمله انتكاسة …ده هيساعده أكتر … !!
حدقت بهم بصمت تلقي بجسدها فوق الكرسي وقد خارت قواها تماما ….. ها هي تفقده … مثلما فقدت الجميع ….!!!
سارت بجانب “سيف” بصمت تام تخرج من المشفى بعد أن صرخ بها غاضبا يطلب عودتها والابتعاد عنه تماما !!

جلست بالسيارة وقد سالت دموعها كالأنهار …. انهارت تماما …. طردها … نبذها مثلهم … عاملها بأشد المعاملات قسوة … لينهار عالمها الوردي..كعادتها.. منذ متى وهي تملك عالم وردي … لتعتاد.. ولتفكر ماذا تفعل بفترتها القادمة!!!؟؟؟

الفصل الخامس عشر ” عشق”
أنهت حمامها بفتور تام ثم اتجهت إلى الفراش ولازالت ترتدي بورنص الاستحمام وقفت أمام المرآه بعض الوقت تتأمل ملامحها بحزن بالغ،لم تعد لديها تلك الطاقة للمحاربة، طعنته لها كانت أشد الطعنات قسوة.. هكذا أفضل للجميع … لتنسحب من حياته وتريح الجميع ….
اتجهت إلى الفراش الذي تشاركته معه أسبوع.. فقط أسبوع هو ماعاشته معه بكل جوارحها …. أسبوع فرحت به كالأطفال بملابس عيدهم، وها هي تنطفئ فرحتها كعادتها تمددت أعلى الفراش بإرهاق تام لم تقدر على تصفيف خصلاتها أوارتداء ملابسها فقط ترتدي ذلك البورنص القصير …

أغمضت عينيها بهدوء ليجذبها سلطان النوم بدقائق نتيجه إرهاقها … فتحت عينيها على صوت جلبة..لتعقد حاجبيها تعتدل محاولة استكشاف الصوت لتجده … من غرفه الملابس… استقامت تزيح خصلاتها للخلف تسير بهدوء محاولة تفقد مايحدث … رُباه إنه هو يقف موليا ظهره العاري لها.. لم تصدر صوت استمعت إلى زفيره المرهق بصمت تام.. لم عاد من المشفى … هو لم يتعافى بعد !!
اتجهت إليه تتحدث بتلقائية قائلة بقلق بالغ غلف نبرتها الناعسه:
-انت خرجت ليه …!! الجروح بتاعتك لسه مالمتش … !! إزاي تعمل كده !!
أدار جسده لها متأوها من حركته المفاجئة يحدقها بنظرات شرسة مضيقا عينيه ينظر بحدة لها قائلا بغضب:
-أيه كنتي عايزاني أقعد هناك … يمكن تعرفي تقتليني المرة دي !!
اتسعت عيناها بصد@مة تحدق به بذهول تحول إلى شهقة مرتعبة حين جذبها إليه من ذراعها ينظر إلى عينيها يقول جازا علي أسنانه.. بعنف واضح …

-كنتي فاكرة هتخلصي عليا صح !!..لولا صافي دخلت فهمتني كل حاجة … وورتني الورق والصور.. كنتي هتكملي تمثيل مش كده !!
اتسعت عيناها بعدم فهم … هي لاتدرك مافعلته تلك الشمطاء … لكن من الواضح أنها حين سبقتها بالدخول إليه حين ابتعدت عن المشفي … قد ضللت جميع أفكاره ناحيتها… ومن الواضح أن معاناتها أكبر بكثير مما تتخيل … نظرت إليه بحزن شديد تحدق بملامحه..كاد قلبها أن يتوقف عليه بتلك الأيام.. ليفعل مايشاء.. يكفي أنه سليم معافى بعض الشيء أمامها … يكفي أنه حي … ليفهم مايشاء …. رفعت يديها تحيط عنقه بقوة دافنة وجهها بعنقه تستنشق رائحة جسده باشتياق شديد.. انتفض جسده لفعلتها… لم يستوعب لما حدثت له تلك الرعشة حين دخلت إلى أحضانه.. يشعر بنبضات قلبه ترتفع..تقرع كالطبول … مابه !!! ماذا تفعل تلك الفتاة.. لقد وبخها للتو !!! لم لا يرفع يده ويفصلها عن أحضانه!! مابه … !! عقد حاجبيه حين سيطر عليه ذلك الصداع الشديد ليغمض عينيه بإرهاق مترنحا بعض الشيء ليحيط جسدها مستمدا منها الدعم …
شهقت حين شعرت به يكاد يسقط.. أحاطت جسده بقوة شديدة تهتف بلهفة واضحة:
-تعالى ريح في السرير!!
وصلت به بصعوبة إلى هناك لم يتحمل لقد سيطر عليه الإعياء الشديد.. هبط بجسده فوق الفراش وهي تعاونه بحذر.. صعدت فوق الفراش هي الأخرى تثني ركبتيها واضعه إحدى ساقيها فوق ساقه بتلقائية منها تحيط عنقه بذراعها والأخرى تعدل له الوسادات من خلفه … دفن رأسه بصدرها بتلقائية.. عاقدا حاجبيه بقوة…. لا يفهم ما يحدث له.. ألم يتزوجها من أجل وصية أخيه !! الذي كانت لها يد بقتله حين علمت بتلك الوصية.. ألم تفتعل تلك الحادثة لتقتله مثل أخيه !!! من المفروض أن يكرهها الآن … ينفر من تواجدها المريب المربك … لكن جميع حواسه ترفض إطاعه أوامر عقله … تريد ذلك القرب المُهلك …

اشتعلت وجنتيها حين أراح رأسه فوق صدرها بتلك الطريقة عضت شفتيها ثم حاولت الاستقامة لكن ذراعيه التي حاوطت خاصرتها يجذبها إلى أحضانه ناظرا داخل لبنيتيها ثم تدحرجت عيناه فوق ملامحها عاقدا حاجبيه ورماديتيه تموج بمشاعر مختلطة قرب وجهها ثبت أنظاره فوق شفتيها ثم جذبها إليه على غفلة منها مُلتهمًا شفتيها بقوة… اتسعت عيناها بصد@مة ثم لحظات وتلاشت تحيط عنقه بذراعيها تبادله قُبلاته بجرأة شديدة ادهشتها هي نفسها.. لكن ماذا تفعل وعشقه يسكن روحها قبل جسدها …..أغمض عينيه لتضرب بعقله بعض الصور المشوشة ففتحها على الفور.. يفصل قُبلته مزيحا إياها عنه يعيد جسده للخلف واضعا يده أعلى رأسه … عاقدا حاجبيه بغضب أشعرها بالحرج … لقد ندمت الآن على انسجامها معه وهو بتلك الحاله..
أنزلت رأسها بحزن وحرج ثم تنهدت بهدوء لتنقذها تلك الطرقات أعلى الباب.. أسرعت تفتحه وهي تعدل خصلاتها التي أشعثها.. وقفت تعقد ذراعيها أمام صدرها حين اندفعت إلى الداخل تلك الشمطاء ومعها تلك الممرضة المائعة يمارسون دلالهم عليه أثناء تغييرهم لضمادات جروحه … ضغطت على أعصابها بما يكفي لتحملهم.. لكن إلى أن بدأت تلك الشمطاء بتلمس عضلات صدره مدعية المعاونة وعدم القصد… لم تتحمل اندفعت نحوهم تزيحها بعنف مقصود ممسكة الضمادات تزجر الممرضة بنظراتها المشتعلة لتتراجع الفتاة قليلا عنه لتصيح بها بغضب:
-أنا هعرف أساعده !!

تسمرت غريمتها بمحلها حين وجدت تلك النظرت الشرسة والأسلوب العنيف بالتعامل..قلقت أن تكشف أمرها. فضلت الصمت لتُتم دورها للنهاية حتي لا تثير الأجواء نحوها … راقب أفعالها بصمت تام مندهش من غيرتها الواضحة للعيان.. كيف لتلك أن تحاول قتله هو يلحظها منذ دقائق وهي تخشى النظر إلى جروحه التي لم تلتئم …. عاونتها الفتاة وأنهت مهمتها لتصرفهم “رنيم” بنظرات مستحقرة مشمئزة … ثم بدأت بتوضيب الأغراض من حولهم بخفة تحت أنظاره المراقبة الصامتة..
اتجهت إلى غرفة الملابس لتغيب لحظات ثم ظهرت وهي تتجه إليه ليعقد حاجبيه حين اقتربت منه تمسك التيشيرت الخاص به ليقول بانفعال واضح:
-إنتي هتعملي أيه إياكي تقربي مني تاني !! أنا ساكت من بدري بمزاجي بس التمثيل ده كله مش هيخليني أعدي اللي حصل فيا ده …
حدقت به بلبنيتيها بصمت تام لم تظهر أي ردة فعل لم تلاحظ تلك المسافة الصغيرة فيما بينهم إلا حين جذبها من يدها بذراعه السليمة لتسقط بأحضانه حاوطها يضغط على إحدى عظامها بقوة متعمدة لتصرخ متألمة فقال معقبًا بحنق بالغ:
-أيه وجعتك !! ده مايجيش ذرة في اللي أنا فيه دلوقت … لو خايفة على نفسك ماتقربيش مني نهائي.. ولا من صافي !!!
عقدت حاجبيها حين أتى بذكر تلك الشمطاء لم تتحمل دفاعه عنها حتى وإن كان مخدوع..هي لم تمقت أحد هكذا من قبل صاحت به بغضب هي الأخرى وهي تحاول التملص منه:
-صافي أيه بتاعتك دي اللي أقرب منها ده أنا بشوفها بقرف … اآآآآآآآ!!!
صرخت متألمة حين لف خصلاتها الحريرية على يده يزمجر بغضب واضح صائحًا بانفعال:

– إياكِ صوتك يعلي عليا تاني ….!! وإياكِ تهيني أي حد يخصني ساااامعة !!!
سارت دموعها علة خديها كالشلال وهي تمسك ساعده القوي بيديها الاثنتين تحاول تخليص خصلاتها منها لقد بلغ الحزن من قلبها ما بلغ … تلك الدمعات التي من المفروض أن تشفي غليله … فعلت العكس.. لقد شعر بالغضب من بكائها كالأطفال هكذا.. جذب خصلاتها بقوة أكبر يصرخ بها بغضب شديد ونبرة غليظة أرعبتها:
-كفاااااايه … قولتلك مش مصدق تمثيلك ده !!!!
لاتعلم كيف عليها أن تحاول كتم شهقاتها خوفا منه ومن نظراته النارية لها.. أفلتها بغضب لتسقط أرضا متوجعة..تنظر إليه بحزن ثم نكست رأسها واعتدلت تقف على مسافة منه بحذر تشير إلى رداءه الخاص … ليهبط بجسده داخل الأغطية الناعمة يعطيها ظهره …نظرت إليه دقائق وهي تشعر بتردد.. هل تتركه كما يشاء لكن قلبها لم يطاوعها..؟؟!! لقد اشتد البرد عليهم .. !!!
ابتعدت خطوات تجلس فوق الأريكة إلى أن يغط بالنوم هي تعلم أن أدويته المسكنة التي أخذها بعد عناء سوف تعينها بذلك …. بالفعل اتجهت إليه بخطوات حذرة لتتفقد أنفاسه لتجده يغط بنوم عميق، أمسكت التيشيرت الخاص به وهي تحمد ربها أن ياقته واسعه حتى لا يتأذى أكثر تأملت الندبات بجسده..ودموعها تسقط بصمت أوجعها حاله.. بل حالهم معا أنهت مهمتها بصعوبة بالغة بعد أن أرهقتها قوته الجسمانية وتجنب جروحه وكادت أن تستقم من فوق جسده لكنها بلمح البصر وجدت نفسها بين أحضانه بل وجدت نفسها تنام أعلى الفراش وهو يدفن رأسه بصدرها وجسده يغطيها … اتسعت عيناها وشكت أنه يقظ لكن انتظام أنفاسه أزاح شكوكها لتضع يدها أعلى خصلاته تملس عليها برفق قبل أن تسقط هي الأخرى بالنوم وعلى وجهها ابتسامة لينة ماكرة

-***-
استيقظت باكرا وهي تشعر بثقل جسده فوقها من الواضح أن تلك المسكنات لها تأثير قوي عليه.. تأملت هيئته الوسيمة بعد الحادث فلم يزده سوى قوة وشموخ أمامها.. ابتسمت بهدوء ثم اقتربت بشفتيها منه وهي تراقب استيقاظه لتضع قبلة خفيفة أعلى شفتيه مستغلة نومه الهادئ لتشعر بيده تجذب رأسها بقوة وشفتيه تلتهم شفتيها بعنف راق لها أحاطت رأسه بذراعيها تعبث بخصلاته برفق تبادله قبلاته المحمومة بأقوى منها..
لاتعلم من أين أتتها تلك الجرأة لكنها لا تستطيع الابتعاد تريد قربه تقبله بكل مافيها.. لا تريد ولا تملك سواه.. انهالت دموعها حين ضربت تلك الأفكار إلى عقلها وأنها لن تبقى معه بتلك الوضعية..لاتتقبل ما يحدث وتفكيره بأخرى لكنها تعشقه وبكل جوارحها.. شعر بتلك الدموع ليعقد حاجبيه معتدلا قليلا للأعلى يراقبها باندهاش.. منها ومن نفسه !
ضربت بعد الصور المشوشة بعقله ليعقد حاجبيه أكثر معتدلا يسند ظهره إلى الوسادة من خلفه وذراعه يرفعها إليه بقلق غريب.. من المفروض أن يلقيها بعيدا الآن ماذا يفعل ؟؟!!

لكن شهقاتها التي ارتفعت تؤلمه وبشدة … ماذا إن كانت ابنة عمه تكذب..أحاطها بأحضانه محاولا الهمس بكلمات تلقائية ليطمئنها أحاطت عنقه تبكي وجسدها يهتز بعنف تهمس بأذنه بصوت مرتعب:
-متسبنيش يا أيهم …!! أنا مش ممكن أعمل حاجة تأذيك !!
تنهد مغمضًا عينيه بإرهاق يجذبها بقوة لاحضانه مقبلًا وجنتها قُبلات متفرقة ألهبتها وهو يهمس لها بصوت مشحون بالعديد من المشاعر يطغي عليه اللين قائلا:
-مش هسيبك ماتخافيش … اهدي !!!!!!!

رواية لهيب الهوى الحلقة السادسة عشر

لهيب الهوى

افترشت بجسدها ذلك العشب الأخضر بعد يوم مرهق كعادتها منذ إصابته بالحادث..هاهو يمر شهر ونصف على تقلباته المزاجية معاها أحيانا تشعر به يصدقها.. يعاملها بلطف خفي …وأحيانا أخرى يظهر قسوته وذلك يكون فور اجتماعه بتلك الأفعى التي لم تكل أو تمل من الايشاء بها بالكذب.. أرهقها التظاهر بالقوة التي لم تكن عليها سابقا.. أغمضت عينيها بهدوء أسفل تلك الإضاءة الخافتة محاولة استجماع أفكارها شعرت بحركة خفيفة علي الأرضية…. وكأن ظل أحدهم فتحت عينيها لتراه يقف متكأ إلى عكازه يمد يده بالهاتف لها مرددا بهدوء ظاهري:

-فين المكان ده ؟!!

حدقت به باندهاش ثم اعتدلت واقفة تمسك الهاتف مقلبة بالصور التي يعرضها لها …إنه مرسمها الذي أهداها إياه … تلك الصور جمعتهم هناك عضت على شفتيها وهي تفكر كيف تقول أنه أهداها إياه … لقد شدد عليها الطبيب بتلك الفترة الحرجة.. عدم تعرضه لصدمات …. نظرت له تقول بهدوء مماثل له:

-ده المرسم بتاعي !!

كادت أن تنصرف لكنه فاجأها بنبرته الغاضبة يقول:

-شهاب اللي جابهولك … اللي أعرفه إنك ماتقدريش تمتلكي مكان زي ده بفلوسك …

توقفت بمحلها وهي لاتعلم كيف تخرج من مأزقه ذلك ليفاجأها بإكمال كلمااته مرددا ورماديتيه ماجت بغضب شديد:

-طبعا ماهو لازم تطلعي بأكبر فايدة ….. !!

أغمضت عينيها بألم … ها هي تعود معه إلى نقطة الصفر مجددا … اتهاماته لن تنتهي طوال فترة مكوثه هنا … بينها وبين تلك الأفعى... سوف يظل مشتت معهااا …. عقدت حاجبيها حين واتتها تلك الفكرة وابتسمت بهدوء تلتفت له مقتربة منه تضع يدها أعلى صدره تهمس بأذنه بخفة…

-لا مش شهاب اللي جايبه !! تحب تعرف مين !!

لم يجيبها بل حدق بها بصمت مريب بعد أن تشنجت عضلات صدره ليبتلع رمقه وهو يراها تميل علة أذنه قائلة:

-لو حابب تعرف أنا رايحة هناك دلوقت … ممكن أروح معاك نفك جبس رجلك وبعدها تيجي معايا !!

راق له اقتراحها لكنه حدق بها لحظات ليعتدل منصرفا وهو يقول ببرود:

-إنتي اللي هتيجي معايا مش أنا اللي جاي معاكي !!

عقدت حاجبيها ولم تفهم مغزي كلماته كفترته الأخيرة معها …لتتجه خلفه تتجهز هي الأخرى والخوف قد بدأ بالتسلل إلى قلبها..

لم يكن بحسبانها أنه يتفق مع تلك الشمطاء لتأتي معهم. بل وتجلس ملتصقة به تمارس دلالها المبالغ به عليه والمدهش أنها تراه يطاوعها بل ولاحظت بطرف عينيها وهي تجلس مقابلهم بتلك السيارة أنه يلقي عليها نظرات من حين لآخر …

عضت على شفتيها وقد بلغ التوتر منها مابلغ … لن تتركه تلك المرة يحاول إهانتها ..لم تتحمل عذاب جديد … إن حاول التفكير بمسها سوف تصارحه وليحدث ما يحدث … رفعت ذراعيها تحتضن جسدها بتوتر واضح إلى أن وصلت السيارة إلى عيادة طبيبه.

انتهى الطبيب مسرعا من فك الجبس ملقيا تعليماته عليها لتومئ له بصمت تتبع إياهم بعد أن تولت الشمطاء أمر الانصراف معه مستغلة انشغال “رنيم” مع الطبيب.. كادت أن تهبط خلفهم لكن تلك اللافتة جذبت انتباهها لتحدق بها لحظات ثم انصرفت وهي تدعو أن يمر يومها بسلام ولا تقتل تلك الأفعى..

اتجهت إلى السيارة لتراه وحيدا بها ينتظرها … تشنجت خلجاتها حين جذبها لتجلس بجانبه يحيط خصرها بإحدى ذراعيه مشيرا إلى السائق بالتحرك … ارتبكت بشدة حين لاحظت أنه لم يزح نظراته عنها وكأنه يلتهمها كعادته قبل الحادث..تنهدت بهدوء وهي تفتقد تلك الأوقات لتفيق حين شدد على خصرها وهو يترجل مزيحا إياها أمامه هابطا من السيارة أمام مرسمها …..!!

اتجهت معه إلى الداخل ليغلق الباب من خلفهم وهو يشير إلى السلالم مباشرة قائلا باندهاش وهو يعقد حاحبيه:

-ايه ده هو في دور فوق !!

اومأت له موضحة وهي تزيح خصلاتها بتوتر شديد مرددة:

-آه في دور متجهز فوق زي شقه منفصله !!

اقترب منها يهمس لها أمام شفتيها وهو يجذبها من خصرها ملتصقا بها:

-وياتري فيه مكان أقدر آخد شاور فيه !

عقدت حاجبيها مرددة بتأكيد لتنهي ذلك القرب المهلك لها تحاول فك يده عنها وقد توترت أنفاسها ….

-أيوه أكيد !!تحب تشوفه !!

اعتدل يجذبها من يدها برفق يسير نحو الدرج وقد لاحظت تلك الابتسامة التي تتراقص على شفتيه لتصرخ بهلع حين استدار فجأه يحملها علي كتفه صاعدا بها الدرج مسرعا وهو يبتسم لها قائلا:

-أيه ياروحي بتصوتي ليه بس…!!

ارتعبت مما يحدث ووجدت نفسها بين أحضانه فوق فراشهم يجذب رأسها بقوة ملتهما شفتيها بعنف كاد يدميها.. اتسعت عيناها من فعلته لكن سرعان ما تغلب شوقها إليه على جميع مشاعرها..لتحيط عنقه تبادله قبلاته وهي تحاول مجاراة عنفه اللاهب لها.ليقشعر بدنها حين انتقلت يده الأخرى تتفقد جسدها بحرية شديدة هامسا من بين قبلاته:

-بحبك يارنيم….. بحبك بشكل مايتوصفش !!

اتسعت لبنيتها وحاولت الابتعاد لتفهم لكنه شدد من احتضانه لها يميل بها فوق الأغطية الوثيرة مرددا وهو يلهث بعنف موزعا قبلاته النارية أعلى رقبتها:

-متبعديش عني …. أنا مصدقت افتكرت !!!

اعتلاها فوق الفراش يبثها عشقه الخالص وأشواقه اللاهبة لها أحاطت عنقه بقوة شديدة تتشبث به وهي لا تعرف كيف توضح مدى فرحتها بعودته لها مرددة وهي تضع يديها أعلى وجنتيه موزعة قبلاتها الرقيقة الناعمة بسرعة جنونية قائلة قبل أن تضع شفتيها أعلى شفتيه:

-وأنا بمoت فيك وأموت من غيرك ياقلب وروح وعقل رنيم !!!

ابتسم لكلماتها التي لامست أوتار قلبه ليبتعد إلى الخلف نازعا تيشيرته الخاص مسرعا يميل مرة أخرى متأملا شفتيها التي التهبت من أفعاله يهبط مرة أخرى ملتهما إياها وهو يردد بعنف:

-أنا اللي أموت من غيرك !!!

لتصمت شهرزاد عن الكلام المباح وترتفع أصوات العشق فقط من حولهم ويده تعزف أرق المقطوعات فوق جسدها …

فتحت لبنيتيها بذعر حين لم تشعر بدفء جسده.. انتفضت جالسة وهي تجذب الغطاء لجسدها تداري ما كُشف منها بأيدي مرتعشة …راودتها جميع الأفكار السيئة، لقد أفاق وتركها.. هل كانت تحلم !!… لا إنها بالفعل بغرفة المرسم … هل لم يتذكر … هل أخطأت الفهم !!!

ارتعشت شفتيها وامتلئت عيناها بالدموع … دموع الخوف … دموع الفقد … انفتح الباب فجأه رأته يرتدي بنطاله فقط يتقدم منها وهو ينهي محادثته الهاتفية … ليجلس بجانبها جاذبا إياها لأحضانه عاقدا حاجبيه حين رأى عينيها ممتلئة بالدموع لتعقد ذراعيها حول خصره مخبأة وجهها بعنقه تستنشق رائحته الرجولية … تشنج جسده من تصرفاتها العفوية ضمها إلى صدره بقوة مرددا بصوت أجش بعد أن ابتلع رمقه وهو يربت على ظهرها بلطف:

-اهدي ياحبيبتي مالك !!

عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي … لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها.. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول:

-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!

رواية لهيب الهوى الحلقة السابعة عشر

عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي … لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها.. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول:

-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!

عضت على شفتيها بقوة وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها بشدة ليحتضن جسدها مطلقا ضحكاته عائدا إلى الخلف وهو محتفظ بها بأحضانه ممسكا يدها يقبل باطنها ثم جبهتها لتبتسم بهدوء مغلقة عينيها تحاول حفر تلك اللحظات وهي داخل أحضانه بعقلها … ذلك الدفء الذي تشعر به الٱن بالعالم كله.. لا تعلم لما ذكرها بأبيها الٱن.. هل من اشتياقها أم دفئه وحمايته لها …!!

شردت دقائق وهي تستمع إلى دقات قلبه وأصابعها تسير برفق على صدره أفاقت حين أمسك أصابعها بعد أن اضطربت أنفاسه لأفعالها العفوية تلك ليكسر صمتهم قائلا بنبرة صارمة قليلا:

-مش عاوزة تعرفي الذاكرة رجعتلي امتي ؟! وإزاي؟!

عقدت حاجبيها ثم رفعت عينيها التي تتساءل فضول واضح ثم اعتدلت تخرج من احضانه وهي

تقول باقتضاب:

– ازاي ؟؟َ

نظر إليها لحظات قبل أن يجذبها مره أخري لأحضانه وهو يسرد عليها ما حدث قبل هبوطه إليها بالحديقه …

Flash Back

أمسك “أيهم” هاتفه وهو ينظر إلي تلك الصوره عاقدًا حاجبيه بصدم#مه وذاك الصداع يكاد أن يفتك به حين بدأت الصور تتلاحق بمخيلته بتتابع مُدهش ليضطرب عقله وتشوش الرؤيه لديه وهو يرفع يده ليضغط علي رأسه بقوة، هرع إليه “سيف” وهو يسنده هاتفًا بقلق:

-مالك ياأيهم أنت أخدت الدوا ؟؟!! أسال رنيم ؟؟؟

وكأنها يجبره علي التذكر حين نطق اسمها أمامه ليعقد حاجبيه بقوه وهو يهمس بتوتر:

-رنيم ؟! دااا أناا عارف المكان دااا..

نظر “سيف” إلي الصوره لحظات قبل أن يهز كتفيه بلا مبالاه وهو يقول بعفويه:

-طبيعي تبقي عارفها ماهو أنا وأنت شوفنا المكان ده سوا وأنت تاني يوم روحت اشتريته علي

طول واديته هديه..

قطع كلماته حين استوعب مايتفوه به ليقف أخيه الذي كان يستمع إليه بتركيز واضح لحظات قبل أن يهتف بصوت متحشرج:

– رنيم ؟؟!

رفع يديه يضغط علي رأسه بقوه وهو يهتف بغضب وقد بدأ وجهه بالتعرق:

– أيواا.. الشركه..خرجناا سوااا.. رنيممم؟؟؟؟؟؟

رغم تلك الغبطه التي راوته من بوادر عوده ذاكرته لكن هيئته اقلقته كاد أن ينصرف ويستدعيها لأنها تتابع أدويته لكن أمسك “أيهم” يده يوقفه عن الحركه وهو يرفع عينيه يحدق به بصدم#مه واضحه ….

Back

عقدت حاجبيها وسالت دموعها أعلي صدره وهو تهتف بغضب:

– أنت قعدت تهزأ فياا في الجنينه وأنت فاكر كل حاجه ؟؟! مش كفايه اللي عملته وأنت فاقد

الذاكره يعني ؟؟!

اختنق صوتها بكلماتها الأخيرة لينتابه شعور بالحزن عليها دائما يعاندها القدر … كان يريد تعويضها ليأتي ذلك الحادث المدبر له ويكون أشد الصفعات قسوة لها.. رفع رأسها بأطراف أصابعه ناظرا إلى لبنيتيها ثم رفع أصابعه تعبث بخصلاتها وهو يقول وقد ارتفعت أنفاسه الغاضبة عاقدا حاجبيه:

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات