كيف يؤثر النمو السكاني العالمي على مصير البشرية؟
فهل تعلم عزيزي القارئ أنه على الرغم من التقدم التقني والعلمي الذي شهدته البشرية في القرون الأخيرة، إلا أننا غير قادرين على إطعام سكان الكوكب. تشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن سدس سكان العالم يعانون من نقص التغذية أو الجوع المزمن.
مشكلة الجوع
تعد مشكلة الجوع من أكثر المشكلات المؤرقة على هذا الكوكب، وتمت مناقشة الكثير جداً حول قدرة الكوكب على إنتاج الغذاء في ظل النمو السكاني العالمي. يؤكد الخبراء أن الإنتاج الحالي أكثر من كافِ لإطعام سكان العالم بأسره. لكن المشكلة هي أن الموارد الغذائية لا توزع بالتساوي بين الجميع.
وكما أشار أحد المفكرين إلى ذلك بقوله: “يعاني نصف سكان العالم من نقص التغذية، في حين يعاني النصف الآخر من السمنة المفرطة”. هناك سبب آخر أشار إليه تقرير “حالة سكان العالم” الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو أن الخسائر في النقل والتخزين والزيادة المستمرة في الأسعار تمنع جزءاً كبيراً من سكان أفقر ابلدان من الوصول إلى الأطعمة الأساسية لنظامهم الغذائي.
وفي مواجهة الحاجة إلى إطعام سكان العالم الذين لا يتوقفوا عن النمو، خاصة في البلدان النامية، يدافع الكثير عن حاجتنا إلى ثورة خضراء ثانية. وقد سمحت هذه القفزة الكبيرة في الإنتاجية بتضاعف الغذاء في الخمسين عاماً الماضية.
ومع ذلك فإن هذا النظام الذي يعتمد على الآلات الزراعية الحديثة والكيماويات الزراعية والتكنولوجيا الحيوية وأنظمة الري، كانت له تكلفة بيئية عالية. إن التدهور الخطېر للتربة الزراعية والتدهور واسع النطاق للبيئة هو الثمن الذي يدفعه العديد من المجتمعات الآن. بينما يثير آخرون الحاجة إلى مزيج من الأساليب التقليدية والمعرفة الجديدة لإنتاج الغذاء بدون الأسمدة الكيماوية أو المبيدات الحشرية أو الهندسة الوراثية.
وكل طريقة من هذه الطرق لها مزاياها وعيوبها.
مشكلة المياه
أسباب ندرة المياه في العالم
لا يمكننا الحديث عن الغذاء دون الحديث عن المياه مع النمو السكاني العالمي، حيث يرتبط إنتاج الغذاء والمياه ارتباطاً وثيقاً. وقد أدى الري المكثف والاستخدامات الأخرى إلى إفقار البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية في العديد من المناطق.
تُطرح المياه كقضية أساسية في عالم لا يستطيع فيه ما يقرب من 1.5 مليار شخص تلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه للشرب والطهي والنظافة.
تشير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعية إلى أن استخدام المياه زاد بأكثر من ضعف سرعة النمو السكاني خلال القرن الماضي. وبالإضافة إلى ندرة المياه فهي ملوثة. حيث أن جزء كبير من الأنهار وخزانات المياه الجوفية التي يمكن أن تلبي احتياجات السكان للمياه ملوثة بالأسمدة والمبيدات الزراعية والمخلفات الصناعية.
ونتيجة لندرة المياه ونقصها يعاني عدد كبير من سكان العالم من غياب النظافة الأولية والصرف الصحي الأساسي.