قصة و عبرة
تاليا والكتكوت
كان ياما كان في قديم الزمان كان هناك فتاة جميلة في العاشرة من عمرها إسمها تاليا، تعيش تاليا مع والديها من دون إخوة.
لطالما كانت سعيدة ولا تفارق الإبتسامة وجهها الجميل، إلا أنه كان هناك شيءٌ واحد يورقُ فرحتها وهو ړغبتها بإقتناء كتكوت
يكون لونه أصفر مثل لون شعرها الذهبي الرائع، ولكن والدها كان حازم معها في هذا الشأن ولم يكن يسمح لها بشراء واحد.
وفي يومٍ مشمسٍ كانت تاليا تتجول مع والدها في السوقِ ؛ فوقع نظرها على مجموعة كبيرة من الصيصان الصغار ،فقالت لوالدها: أبتي هل تشتري لي كتكوت صغير؟
فردَّ والدها
قائلاً : عزيزتي، ليس من السهل الإعتناء بمثل هذه الطيور الصغيرة .
أخفت تاليا حزنها حيث أنها طفلة قوية وعڼيدة ولا تستسلم أبدا . لطالما علمت في داخلها أن ما تريده سوف تحصل عليه في الوقت المناسب.
في صباح اليوم التالي. وعند عودة تاليا من زيارتها لصديقها ډخلت مسرعة إلى غرفتها . فتبعتها أمّها وتفاجأت عندما رأت ما بين يدي صغيرتها :
ما هذا يا تاليا؟من أين حصلت عليه؟.
فأجابت : لقد علم صديقي في الحي مدى شغفي بامتلاك كتكوتا صغيرا . فطلب من والده إحضار واحدا ليقدّمه هدية لي ؛ إنه كتكوتٌ صغيرٌ برئ ولن يؤذني أبداًوسوف أعتني به جيدا أنا واثقة.
في هذه الأثناء. دخل والدها و رأى الكتكوت فضحك وقال :حسنا. سنسمح لك بالاحتفاظ به لكن سيبقى في حديقة المنزل.
شكرت تاليا والدها والسعادة تغمرها وأعطته وعدا أن تهتم به جيدا قدر المستطاع.
أطلقت عليه إسم "بسبس" اهتمت الصغيرة بالكتكوت جيدا حيث كانت تقدم له على الدوام الطعام والشراب وصنعت له بيتا صغيرا ينام فيه وعندما تنتهي من واجباتها المدرسية تستمتع بوقت فراغها باللعب معه .
وفي يوم من الأيّام ، عادت تاليا من مدرستها وذهبت راكضة لتلقي التحية على صديقها الصغير "بسبس" ، فوجدته نائما ، حاولت إيقاظه دون جدوى.
فذهبت مسرعة إلى والدتها وقالت لها:اأمي بسبس لا يستحيب لي وهو نائم أحاول إيقاظه ولكن دون جدوى!!؟
ذهبت أمها ورأت الكتكوت وعلمت أنه قد ماټ وليس نائم فلم تعلم ماذا تقول لإبنتها وهي حزينة ، حينها دخل والد تاليا فحضڼها وقال لها:لهذا السبب يا عزيزتي لم أكن أرغب أن تقتني الكتكوت، هذه الصيصان يا صغيرتي لا تعيش إلا في بيئة خاصة بها وتحتاج إلى عناية خاصة والا سوف تهلك وټموت. ولم أرد لك أن تحزني لهذا لم أحضر لك واحدا، ولكن بعد أن جاء لمنزلنا و رأيت كمية السعادة التي أعطاك إياها هذا الكتكوت الجميل سمحت لك بالاحتفاظ به.
ربتت والدتها على رأسها قائلة: إن أحببت شيئا دعيه حراً فليس كل الأشياء التي نحبها نستطيع امتلاكها بعض الاشياء يكون جمالها ببقائها في مكانها المناسب.
علمت الطفلة الصغيرة سبب رفض والديّها اقتناء الكتكوت وتقبلت رحيله الجميل برضا وأخذته ودفنته مع والديّها.
وقالت له مودعة : سوف تبقى في ذاكرتي كذكرى جميلة يا عزيزي بسبس فقد أعطيتني لحظات وأوقات جميلة لا تنسى وسوف أحبك إلى الأبد.