رواية ثلاث صرخات وحدها لاتكفي الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسي
انت في الصفحة 1 من صفحتين
أصبح كل خدم الفيلا يعرفون جارتهم شروق التي تقطن المق1بر وطفلها احمد الذي يركض طوال اليوم عاريا حافيا يطارد قطط المق1بر وكلابها والارواح الهائمة الملتجئة بقدسية المق1بر.
كانوا يلقون عليها التحية ويختلقون معها بعض الكلام إذا كانت سيدتهم لا تراقبهم من شرفتها اللعينة.
كبر احمد وبدأ يتجول بالحقول المجاورة، كان يقترب من الفيلا احيانا، المنطقة المحرمة التي حذرته منها والدته، يلتصق بالسياج متلصصا على غفله من الحارس النائم، نظرات من الباب الحديدي نحو الطفلين الذين يلعبون بالداخل.
أصبحت تلك عادته اليومية ان يتابع الفتاه الصغيرة الجميلة التي تلعب مع أخيها المزعج.
بعد عدت أعوام من الجيرة لم تركض شروق نحوها طلبا لمساعدتها او تسول اللقمة
ان تلك الخصلة التي تنمو بصدور الطبقة الغوغائيه مع الولادة اذا أصبحت مشاع ستكون مصيبه وحينها ستكون مهزلة ولن ينحني شخص لأخر وربما قبل نهاية العالم لا يقبل يده
دوما كانت تضجرها تلك الهواجس، لكنها تملك كل شيء ولا ينقصها الا ان تعطى اوامرها فتصبح خادمه عندها، تابعت طفليها مصطفى وكارمه يلعبان بالحديقة، يقترب عمرهما من عمر طفلها، دبرت الفكرة في رأسها قبل أن ترسل في طلبها، قالت إذا تم تنظيفها وتلميعها وفق رؤيتها.!! يمكنها ان تمنحهم بعض الحنان الذي حرمت منه، فمشاعر الأمومة لاتباع ولا تشترى ولا تستأجر.
مشت الخادمة أمامها بردفين يهتزان كهودج جمل نحو الحمام، قالت يا شروق نظفي نفسك، اقشطي اوساخك بالليفة حتى يلمع جلدك
نجح الماء الساخن والصابون بإزالة اكوام الوسخ الملتصقة بجسد شروق
بدلت ملابسها بأخرى نظيفة، وجلست على، مقربه من باب يودي لرواق برح تنتظر مقابلة الهانم.
كانت شروق طلبت من أحمد أن ينتظرها بالمق1بر ولا يتبعها، من الباب الضيق سرحت في الطفلين اللذان يلعبان في الحديقة، ملابسهم النظيفة، كلماتهم المنضبطة، احذيتهم الامعه التي لم تعلق بها أوساخ الحديقة، لم تفكر ان كان ابنها يستحق حياه مثل تلك؟