"رحلة الرقص العربي: من التراث الشرقي إلى الابتكار المعاصر"
الرقص العربي: من الرقص الشرقي إلى تصميم الرقصات المعاصرة
🔻في المجتمعات العربية، يُنظر إلى الرقص الشرقي كنوع من الإثارة والشھوانية، لكن إذا عدنا إلى جذوره، سنجد أنه كان يعبر عن الروحانية والارتقاء بالجسد. على مر العصور، تطور الرقص الشرقي ليصبح مهنة معترف بها، خاصة في القرون الوسطى، حينما جلبت الغجريات الرقص إلى مصر وبدأن بنقله إلى بلاده. 🔻البداية من مصر الفرعونية القديمة تؤكد رقية حسين، مديرة تدريب الرقص الشرقي، أن "لا أحد يرقص مثل المرأة المصرية". يعود أصل الرقص الشرقي إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث تظهر الرسومات على جدران المعابد نساء يرقصن لطلب بركات الآلهة من أجل الخصوبة والنماء. كانت حركات الرقص تعكس جوانب الحياة الچنسية والحمل، مما جعل النسخة المصرية من الرقص الشرقي تتألق عبر التاريخ. 🔻السنوات الذهبية للرقص الشرقي في مصر:خلال الأربعينيات والخمسينيات، شهد الرقص الشرقي في مصر تطورًا ملحوظًا. يوضح الصحفي بيجاد سلامة في كتابه "تاريخ الرقص الشرقي" أن القاهرة أصبحت مركزًا لعدد من فناني الرقص الشرقي، بما في ذلك الغوازي والعوالم، حيث كانت الأخيرة تُعتبر أكثر احترافية. لم يكن لدى أي من المجموعتين تصميم رقصات محدد، لكن العوالم كانت أكثر استعدادًا للرقص على إيقاعات الموسيقى. ▪️بديعة مصابني والرقص الشرقي في مصرتعتبر بديعة مصابني واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ الرقص الشرقي. بدأت مسيرتها في بلاد الشام قبل أن تنتقل إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي، حيث أسست أحد أشهر الملاهي الليلية في القاهرة. ساهمت بديعة في تطوير الرقص الشرقي الحديث، الذي ركز بشكل أكبر على الجزء العلوي من الجسم.تراجع مكانة الرقص الشرقي في مصرمع مرور الزمن، وخاصة في ظل المد الوهابي، أصبح المجتمع المصري أكثر تحفظًا. شهدت الفترة تراجعًا في ممارسة الرقص الشرقي، حيث أصبح يُنظر إلى النساء اللواتي يرقصن بشكل مكشوف على أنهن غير محترمات. كانت تلك فترة قمع للأنوثة، حيث تم رفض حق المرأة في السيطرة على جسدها تحت ضغوط اجتماعية.
🔻التحول إلى الرقصات المعاصرةمع تراجع الرقص الشرقي، ظهر نوع جديد من الرقص المعاصر، غالبًا ما تؤديه راقصات أجنبيات. يعتمد هذا النوع على مزج عدة أساليب مثل الباليه والجاز، ويهدف إلى الربط بين العقل والقلب من خلال حركات الجسم. يمثل هذا التحول تطورًا في التعبير الفني، رغم فقدان الرقص الشرقي لمكانته التقليدية.
في ختام مقالنا عن الرقص الشرقي، نجد أن هذا الفن ليس مجرد حركات جسدية، بل هو تعبير ثقافي عميق يجسد تاريخ وحضارة الشعوب العربية. يجمع الرقص الشرقي بين الجمال والإيقاع، ويعكس مشاعر الفرح والحزن، مما يجعله وسيلة فريدة للتواصل والتعبير عن الذات. ومع تزايد الاهتمام العالمي بهذا النوع من الرقص، أصبح من الضروري الحفاظ على أصالته وتطويره بما يتماشى مع العصور الحديثة. إن الرقص الشرقي، بما يحمله من رموز ومعانٍ، يستحق أن يُحتفى به كجزء من التراث الثقافي الغني الذي يميز العالم العربي.