وسائل السوشل ميديا تعبث بصحتنا النفسية..
ما سبق هذا نموذج الأم المتفانية الذي تقدمه على وسائل التواصل الاجتماعي للأمهات الشابات، وهكذا ستضرب هذه الأم رغبات طفلها بعرض الحائط، لتصر على أن يتمرن، وأن يصبح رياضياً وأن يكون كالآخرين، كي لا تشعر أنها أم فاشلة وأن طفلها أقل وأفشل من أقرانه.
في دراسة مشتركة جرت بين جامعتي "كاليفورنيا وتوليدو" لفحص تأثير التعرض المزمن والمؤقت لمعلومات وسائل التواصل الاجتماعي ومقارنة الأشخاص محل الدراسة لأنفسهم بالآخرين وتأثير ذلك على تقدير الذات.
فباستخدام منهج الارتباط، فحصت الدراسة ما إذا كان الاستخدام المتكرر للفيسبوك مرتبطًا بانخفاض احترام الذات في الواقع، وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا فيسبوك في أغلب الأحيان كانوا يعانون من ضعف احترام الذات، وزيادة التعرض للمقارنات الاجتماعية التصاعدية على وسائل التواصل الاجتماعي.
- لا تحتاج إلى المخډرات، فلديك مخدر جاهز بين يديك
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ليس مجرد تعبير شائع، فقد أثبتت الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة يؤدي بشكل حقيقي إلى إدمانها، ويؤثر هذا الإدمان على الصحة النفسية، بل تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون مثل إدمان المخډرات، حيث يشعر الأفراد بالحاجة إلى استخدامها بشكل مستمر ومتصاعد.
مادة الـ"دوبامين" في المخ، هي المادة التي تفرز عند الشعور الفائق بالسعادة، عندما تأكل طعاماً تحبه، عندما تمارس الچنس مع من تحب، تُفرز مادة الدوبامين من المخ، وتحفز بعض أنواع الأدوية والمخډرات المخ لإفراز الدوبامين ليعطي شعور سعادة زائفاً للشخص.
وجدت الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى إفراز مادة الـ "دوبامين"، فكل "لايك" أو "شير" أو "ريتويت" تحظى بها تؤدي لشعور من السعادة وتحفز المخ على إفراز الـ "دوبامين"، وكلما زاد التفاعل زادت جرعة السعادة الصناعية، والتي تتزايد يوماً بعد يوم، فاليوم أنت سعيد لتحقيقك 100 إعجاب، بعد شهر لم يعد ذلك الرقم يسعدك، -مثل المخډرات- أنت تحتاج لرقم أكبر ليحفز مخك على إفراز الدوبامين بالكمية ذاتها، تحتاج 1K اليوم، ثم 10K في الشهر القادم وهكذا.
في سبيل تحقيق تلك السعادة فأنت كالمدمن مستعد أن تتنازل عن الكثير من الأشياء على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقق الانتشار وترضي إدمانك، ستتنازل عن عادتك الاجتماعية الطبيعية اللطيفة، عن علاقتك بأسرتك، عن هوايتك، بل ربما عن خصوصيتك وجزء من أخلاقك التي قد تصبح أكثر مرونة في سبيل زيادة عدد المتابعين.